29‏/11‏/2008

راع بلا غنم

لا يذكر راعي الغنم العجوز متى رحلت اخر نعاجه ليتوقف بعدها الكون فوق تله الذي كان يوما كبير.اعتاد حدة الثلوج المعلقة بالهواء والتي لاتسقط ابدا؛و زرقة يديه التي لم تجدي معها اشعال الخشب المحمل بهزائمه اللزجة. لم يعتب على الناي عندما بدأ بتفريقهم .كان مدينا له بالكثير. هو أخر وعود ابيه قبل أن يصعد للسماء كما اخبروه.تأكد حينها أن الناي سيوفي بالوعود الأخرى بشكل او بآخر. كان الناى كريما معه لأقصى حد. لم يرهقه بحفظ آناته أو ابتكار المزيد.اراد فقط أصابعه الرشيقة لأنه لن يعزف نفسه.

عندما أدرك الراعي أن لا أحد يصعد للسماء وأن جسد ابيه بالجوار ..رحل. لم يطق أن تطأ قدماه تراب يخفي جثمانه. حط على أول ارتفاع قابله. لم يسأل لما هو الوحيد الذي لا يسمع نايه. كل ما شغله: أن في كل مرة ينهي عزفه يتحقق وعد ويكثر الغنم . وعده ابيه أن يجد من لاتنسى وروده ؛ جاءه بها الناي بعد المعزوفة الأطول والأكثر ارهاقا لأصابعه . عندما رفض أن يعزفها لها ثانية هجرته ولم تنس يوما وروده.وعده أن تخاف الذئاب غنمه ؛ فأبقاه الناي عازفا طوال الليل يتجمع الناس لأجله بنيرانهم التي اصر على خمدها لأنه لا يرضى بنور الشمس بديل .عافاه الناس ليلا و زاره الذئب وهو خائف من أنين الناي المرافق للنعاج.

فهم الراعي متأخرا لما أجّل الناي الوعد الأهم : أن يظل نبض ابيه وفق نبضه. سيفتقد الناي أصابعه ويصمت. كانت معزوفاته الأخيرة مفزعة ولا تحقق الوعود فقط تفرق الغنم وتقرب التل من الأرض. لم يلحظ العجوز أن حاله لم تكن أفضل من الناي المحتضر إلا مع رحيل أخر النعاج وبقاء آنات الناي وفق نبضه؛ يستعجل استبدالها بنبض ابيه.


26‏/11‏/2008

اقتحمته نظراتها بوقاحة. بدت كمن ينتظر أحد. أصدافها معدة داخل دوامات رملية حول عين مرسومة تشبه عينها المكحلة.لملمت ثوبها الواسع لتكشف عن الخلخال الفضة فوق كعبها. استفزته ب (كنت اعرف انك ستأتي ) التي بادرته بها. فكر : كيف يمكن لأحد أن يعرف مسبقا بحق السماء؟. شك أنه ربما سأل بصوت عال عندما ردت بهدوء ...الصدف يخبرني ....لم يهتم بالأمر. يؤمن بالتخاطر اللحظي خاصة لمن له جمال عينها. يستوعب معرفتها بالآن حتى ولو لم تدركها حواسها علانية فالوجود هو الفيصل في عرفه .

منذ نصبت خيمتها لم تنادي أحد. تداعب اصدافها ...تجول بها البحار وتخبر من يمر أمامها عن ماضيه .....فهذا توفيت زوجته وهذا قتلها. بعدها لم تخل منهم خيمتها . ليس للامس فهم يعرفوه؛ لكن للغد ....افترضوا أنها تعرفه.
قلبت صدفة وسألته عن الفتحة الواسعة بسقف بيته ......لما لم تغلقها؟.........شعر بارتياح لأن شيئا غاب عنها ؛حمّل نبرته الحكمة واخبرها :عندما تمطر لا استطيع العمل والماء ينهمر فوقي ........عقدت حاجبيها وقالت وعندما لا تمطر .......رد بتلقائية: حينها لا يوجد ماء لامنعه.

لم تفاجأها اجابته لا يختلف عن قومه كثيرا فقط يحاول أن يبدو أذكى ؛لكنه ضل الطريق .سايرته بخبرتها فهى تكره أن تخسر زبائنها . لستَ هنا لتسأل عن مستقبلك .....دعني أتأكد .........تزيد الدوامات حول الصدف وتصيح بحماس مفتعل .......انت هنا لتعرف ذاتك. انصت لها وهو يهز رأسه موافقة .
لمحت كيس النقود المنتفخ المتدلي من جيبه قدرت دون مساعدة الودع أن به الكثير. جمعت الأصداف في يديها ودارت حوله كأنها تباركه ....الصدف احبك ويريدني أن اخبرك الكثير. ساسمع طالما سيخبرني بالموجود الذي لا اراه ........سيخبرك بغدك.....يعبس بوجهها: كيف سيخبرني بما ليس هنا؟......تهمس في أذنه ...وما ادراك؟.

تجلس علي ركبتيها امامه. تمد من العين شعاع طويل يمر به إلى مالانهاية .ذاتك ياسيدي جزيرة وسط البحر كتلك العين....وكيف اصل اليها؟ .....انت هنا لتأتي هى إليك .مازلت اجهل كيف .......تجنب البحث عنها وتعاطى ايامك بافضل صورها وستأتي راضخة اسرع مما تتصور .لم يفهمها لكنه دفع الكثير ....عرف أنه سيعود ....فقد اعجبته العين.

20‏/11‏/2008

life remix

اكتر فكرة مسيطرة عليا الأيام دى انى ابدل روحى مع حد ليه ماجربش اعيش حد غيري بتفاصيل مختلفة؟
نفسى اجرب اعيش مثلا دكتور جامعة ب
IQ
عالى وتتابع افكار سريع ويوم منظم وهدف واحد محدد فى دماغه.
بنت فى جامعة امريكية اصحابها كتير ومشكلتها الاساسية حقوق الحيوانات الضالة فى شوارع مصر .
صحفى مشغول يجرى ورا الخبر يكتبه حلو يتنشر له مقالة هنا وهنا .
كاتب يألف رواية بايقاع سريع واسلوب جديد موجز من غير مط ولا كلاسيكية
تفاصيله نفسية او شكلية ذات ابعاد نفسية
زى سيجارة فى بوق مثقف باسنان صفرا او مراهق شعره لزج بكيلو جيل على راسه
وام بى ثرى مولود بيه كعيب خلقى فى ودانه
او الخمس ست طرح متعددى الالوان اللى بتلفهم بنت فى المجمع النظرى ولسه برضه الشعر الغجرى المجنون باين
والاكلادور الاسود اللى بيفكرنى بالساحرة الشريرة .
او اكون طالب طب مجتهد يحضر الروند الصبح يذاكر الضهر ويدون بالليل .
بنت جميلة اوى مابتكلمش اى حد فيقولوا عليها مغرورة ويتعرف عليها الجان زى فى الحواديت
ويعرف قد ايه هى طيبة ورقيقة وبتساعد المحتاجين .
بنت وحشة اوى بس شخصية اخت الكل البنات تحبها عشان اوحش منهم والولاد تحبها كأنها واحد صاحبهم.
حابعد عن الامهات عشان مشاعرهم حقيقية زيادة عن اللزوم ومش حاعرف ابدلها.
عاوزة اجرب اكون ولد صغير بيعرف كمبيوتر حلو اوى يقعد على اللعبة يخلصها فى ساعتها بيحب الكرتون ومسلسلات الست كوم فى ديزنى تشانل .
او بنت صغيرة بتشترى بسكوت وبالونة حمرا وهى راجعة من المدرسة تكتب واجبها وتلعب بالبالونة
تبوس مامتها بحماس وتاخد اكبر حضن وتحلم بسحاب غزل بنات بمبى
وملايكة بيضا تأكلها رز بلبن ومهلبية زيادة عشان حماس البوسة .
اجرب اكون دكتور امتياز نحلة فى الاستهبال اقصد الاستقبال يشوف ده ويضحك مع ده
يقيس ضغط ياخد غرزتين يعمل رسم قلب ويقراه يثبت حالة ازمة قلبية
يتعامل صح ....يقرب من ولد صغير مدمن يطلع اهله بره ويسأله انت بتشم ايه؟
يخليه يثق فيه فيكر له تاريخ حياته كله .
عاوزة اكون ولد فى ثانوى يوم الخميس يرمى مذكرات الدرس جنب اقرب حيطة ويلعب ماتشين جامدين
وكام دور كونكر ويختم الليلة بسندوتشات كبده من اقرب عربية على اول شارعهم
فى الغالب حيشرف عند دكتور الاستقبال تانى يوم .
عاوزة اكون فى شلة اصحاب بتصيف فى خالد بن الوليد تنزل من الصبح على البحر
تلعب راكت على الرملة اللى جرى عليها صعب
تقضى الليل ورا القلعة تاكل حمص الشام وتشرب شاى تسمع ام كلثوم على عمرودياب
اوهانى شاكر وميادة الحناوى كعقاب لو مادفعوش بقشيش كويس
او يدخلوا الحفلة المجانى اللى فى القلعة بيجيبوا ناس غريبة بس اهى هيصة وخلاص .
اكون طالبة فنون جميلة اشيل اللوح الاسمر الضخم اروح متحف التشريح فى كلية طب
اقعد على الارض ارسم العضم بتركيز اكتر من طالب طب اللى جنبها
بيحاول يحفظها ويبص كل شويه على رسمها
او اروح المتحف المصرى اقعد على الارض برضه
_باحب اللى بيرسم على الارض _ارسم القطة السوداء بعيونها الواسعة
تحسسك انها مرقباك من ساعة مادخلت
اكون مرشدة متأنتكة لابسة شيك وباتكلم شيك فرنساوى وتكون اللوحة اكتملت
اكون اسراء صاحبتى مانيكان ببابي فيس اشترى هولز الحمرا والمصرى اليوم الروند كله يقراها قبلها
بتحسب يومها بالدقيقة وبتابع مسلسل نور ومهند بحماس بالرغم من انها بتكره مهند
اكون مدرسة فى حضانة اقول
APPLE ......A
ويردوا ورايا اجاوب على اسئلتهم البسيطة بثقة
عشان عارفة انهم حيصدقونى الحقهم قبل مايكبروا ومخهم يتخن ومايصدقوش اى حاجة
اعلمهم الاكسليفون واغنى معاهم ماما زمانها جاية ........والديك الشركسى صاحب جارتنا راندا...
...وفى حصة الدين اعلمهم سورة الفاتحة ومحمد نبينا
اكون مربية اطفال فى بيت امريكى فى القرن 18 اعلمهم البيانو والتاريخ والاتيكيت
اشربهم الشيكولاتة السخنة الساعة 5 واقرا لهم ادب شكسبير جنب الدفاية
واخدهم لما التلج يجمد للتزحلق وياكلوا ابو فروة
واروح حفلة راس السنة لابسة فستان منفوش وحاطة بروش فرعونى على شكل عين الحياة من الجعران الاخضر
ارقص كلاسيك يترفع لى القبعة وياخدوا منى الشال الفرو اقلع الجوانتى الابيض الطويل بذوق وانحنى
اكون بنت فى فيلم عربى قديم بتبص من ورا المشرابية
على جنب راسها ضفيرة سميكة وقوية تاكل مفتقة عشان تبقى مليانة ومبرومة
تبص من ورا باب اوضتها على الدلالة وهى بتجيب هدوم الجهاز
وتاخد صورتها تضمها لالبوم العرايس ومن الآخر مش عاوزة اطول فى روح البنت دى كتير عشان حتعارك معاها

11‏/11‏/2008

كتاب عجبنى

إزازة

( شخص يقف أمام آخر ويعرض عليه زجاجة كوكاكولا )
الأول : اتفضل إزازة كوكاكولا ؟
الثاني : آسف ، مقاطع .
الأول : بس إزازة متفرقش قوي .
الثاني : أصلهم بيقولوا كل ما تشتري إزازة بتساهم في قتل مسلم
فلسطيني .
الأول : بس انت مش دافع حق الإزازة ؟
الثاني : إذا كان كده ، هات .
إظلام سريع
*****************************************
أنا مش حزين عشان قمت متأخر لكن حزين لأني قمت من غير ما احلم .
وصحيت علي جملة كهربتني طول اليوم وهي :
أول مرة حسيت بالقهر والظلم لما قطعوا حبل الرحم عشان أعيش لوحدي،
**************************************************
القرار الأخير

( يجلس أربعة أشخاص موزعين علي خشبة المسرح بشكل مربع
وتسلط عليهم بؤر إضاءة عمودية وقبل أن يتكلموا نسمع موسيقي صاخبة للحظات
تم تقطع فجأة فيملئ المكان الصمت ويزداد الصمت لحالة الملل
الي أن يبدأوا الحديث بشكل بطيء جدا )
الأول : أنا هاتصل بـ ( 09999999) وهاكسب فلوس كتيرة .
الثاني : أنا لما اكبر هاصلي والتزم .
الثالث : هاحب بلدي لمل تديني شغل .
الرابع : هاستنى صاحبي لما يرجع من السفر عشان احكيله يمكن استريح .
( ثم يدخل المؤلف مسرعا ويلف حولهم لفة واحدة ويقف )
المؤلف : انتو مسنين مين؟ ماهو مش جاي ،
والله العظيم ماهو جاي ، وخليكوا قاعدين ( ويرددها ) .
يسدل الستار
****************************************************************
الفقرات للجميل المتواضع باسم شرف فى مجموعته المسرحية جزمة واحدة مليئة بالاحداث .
الكتاب غير تقليدى زى ما هو واضح من العنوان .
ببساطة بيصور مواقف ممكن تكون مريت بيها ويقولك انها ممكن تتشاف برؤية مختلفة وبزووم إن تبان التفاصيل اوضح
عشان تسأل نفسك انا ازاى ماشفتهاش كده من الاول ؟
النصوص فيها مرونة ومساحة حرية انك تفهمها حسب تجربتك وخبراتك
ضيف على كده الدهشة والمتعة المرافقين ليك من اول العنوان والمخاطبة المباشرة ليك بارجوك ما تتحركش للقرار الاخير
باسم شكرا على الكتاب وعلى الوقت الممتع اللى قضيته فى قرايته

01‏/11‏/2008

ندى

تتعلق بكم والدتها بشدة والاستاذ المساعد يوجه الكشاف المستفز لعينيها.
لم تتبرم كغيرها .................يحمر وجهها وتنظر للارض عندما يترك الطبيب رأسها.
ضوء الكشاف في العادى يخنق المريض........ تدمع عينيه كثيرا .......تضايقه حرارته
والصداع الخفيف الذي ينتابه بعد مرور 50 كشاف ل50 طالب على عينيه باصرار.
عينها اليمين لم تدمع ولم يضايقها الضوء اخبرنا الطبيب بانجليزية مقلقة لامها انها
(no p.l.)
لا تدرك عينها الضوء فلا تحسه .كنت اتابعها باهتمام والاستاذ يشرح حالتها بسرعة .
وجهها جميل رغم ما بعينيها .
امها اخبرتنا انها ولدت بعيون سوداء واسعة.
لم تتوقع ان عدم احتمال عينيها نور الشمس كلما خرجت بها وهى ابنة السبع شهور
سينتهى بضياع كامل لملامح عينها اليمنى وفشل متكرر للعلميات باليسرى والتى مازالت ترى بها
تنحنى من حين لاخر على حذائها البالينيرة ذى الوردة البنفسجية لتعدل ربط الشريط على قدمها .
حضور الشرح مرهق جدا للمريض واهله
ناهيك عن انه يجلس ساعتين يجرب فيه الاختبارات اللازمة
فهو يسمع كلام لا يفهمه ويتوقع ان يكون كله عنه
اقل سؤال يسأله وهو خارج هو انا حالتى خطيرة اوى كده؟!
امها هادئة منصتة تتلقف كل كلمة تقال بالعربى .
تعبت الصغيرة من الجلوس اسندت رأسها على كتف الام وضغطت بكفيها على اذنها
رن موبايل الاستاذ بصفارة اشبه بسارينة الاسعاف
فخرج ليرد على المكالمة واندفع طالب بسرعة نحو ندى ليراجع الشرح
تطفلهم فى الغالب يثير حنقى خاصة عندما يكون المريض مطاوع كالفتاة وامها .
عاد الاستاذ لشرحه السريع .كنت اجلس فى الكراسى الامامية
سألنى عن احدى العمليات التى شرحها لتوه
طبعا لم اسمع مما قال كلمة لم يتوقف عندى طويلا وانتقل لمن بعدى
وازداد حنقى لاننى لم اركز فى فهم علاجها.
no p.l.= no perception of light =Inability to see any light. Total blindness