11‏/03‏/2009

ليس كما تظن


رقدت إلى جوارها قد يبدو جسد أخر إلى جوارك مصدر طيب للدف
ء لكنني كنت استيقظ منهكة كمن سحبت روحها ببطء
قررت أن استيقظ بعد نومها لأراقب ما يحدث
.الأرواح المفضلة لدي من قصصها الساذجة تخرج ليلا لتتجول في جنبات حجرتنا.
فهمت لما احلم دوما بوجه خشبي عندما تزورني المرآة... بينوكيو كان هنا
و ظلت سنو وايت افضل من نظر في هذة المرآة.
كل ليلة تحتلني روح تجرب جسد آدمي تأخذ قليلا مني وترحل
مخلفة ورائها برودة لا تزول بخشب المدفأة
الذي تقطعه أمى بكل ما تملك من قوة.
مع قدوم الصيف سأنتهي لن يبقى منى سوي قطعة صقيع مدببة
تضعها أمي على بابها لتذوب من حرارة الشمس
سيبقى معها بينوكيو فلن تلاحظ غيابي لكنها لن تحافظ عليه ستتدفأ به مع قدومشتاء جديد
إن هبت عاصفة كالتي ترن بأذني.
أنا اليوم فستان سيندريلا المسحور كدت اتمزق حزنا مع حلول منتصف الليل
جربت أن أكون مبهرا لكنهم تركوني أعود رثا
وحيدا كما كنت دوما لم يشاركني أحد كرهي للساحرة الطيبة كان بمقدورها أن تجعلني محبوبا لأخر العمر لكنها لم تفعل.
في الصباح جريت إلي خزانتي أخرجت جميع فستاني وربت عليهم واحد تلو الأخر واعتنيت باقدمهم وكويته مرتين
أخبرت أمي أنني لا أحب الساحرات الطيبات لم تهتم لكنها أعجبت بالنشاط المفاجىء الذي حل بي
فأمرتني أن أذهب لأقطع الخشب غفوت في الطريق لتتصارع علي الفطائر والرداء الأحمر.
حجة كل منهم أنه مهمل ولم يأخذ حقه كاملا في الحكاية. عذرت الفطائر فوجودها محوري
لولاها ما خرجت ذات الرداء من بيتها
وفي المساء طلبت من أمي أن تحكي لى ذات الرداء الأحمر واسهبت طويلا في السؤال عن نوعية الفطائر

أكانت بالسكر.. محشوة بالكرز.. لينة.. ساخنة.. شعرت أمي بالجوع فأعدت لنا بعض منها أكلتها بتمتع فلا ذئاب ببلدتنا
ولم أنم راقبت تنفس أمي..عينها.. أنفها.. فمها ..شعرها المربوط .
أخبرتها أنني نمت عميقا وحلمت بفراشات صدقتني وكذبت السواد الغائر أسفل جفني ؛
ألقت باللوم على الإضاءة السيئة التي تظهرني ممتقعة.
سقطت خائرة من قلة النوم حملني الموج بخفة وجدتني أعلى معه واذوب في مرونته
صرت مركب صغير ينقذ أسرة من الغرق عرفت أنها أسرة موجلي.
هببت من النوم فزعة لانني لم أنقذ أبيه وأمه من النمر بالطبع فأنا مركب والمراكب لا تجدي على اليابسة.
أشفقت عليّ أمي من النوم المبتور فأخذتني إلى البحيرة.
نعمت بصفاء صورتي على صفحتها رحبت بوجهي طويلا فلم أره رائقا منذ زمن قطفت لي أمي التفاح
أكلت نصف واحدة.. اقتنع تماما بقدرة ومنطق الساحرات الشريرات.
اعلم أن التفاح جميعا نصفه مسموم كنت تفاحة من قبل في أحد أحلامي ؛ لكنني لم اعرف أى نصف أكلت منذ قليل.
نفذ الزيت من بيتنا ولم نملك سوي قطع صغيرة من الخشب فلزم علينا أن ننام سريعا قبل أن تخبو بقايا النار الجاحدة.
أمضينا نهارنا في جمع الخشب لإيجادها بيننا ولم تقم بوظيفتها لتدفئتنا وأيضا تخبو سريعا.
أجبرت نفسي على الحلم بمصباح فأضئت.
أول مرة يضيء مصباح علاء الدين عندما تقمص جسدي حينها طرأت لي
فكرة طيبة: أساوم الجني بداخلي علي الحرية فقط إن اجبر الجميع على الكف عن استباحت وجودي الآدمي
لأنعم بليل هادىء خال من الأحلام.
الجني حكيم ومتعاون أكثر مما ظننت اخبرني خلاصة خبرته: أول ما يحذره أن تتحقق الأمور كما يريد تماما عاش عمره يتمنى الحرية ...جربها.. مل.. وأصبح عاديا.. قرب أن يُنسى من الحكايات ويصير مثل أقرانه لكنه من كارهي العادية حتى ولوبقي حبيس. استيقظت نشطة دافئة في حضن أمي. أجلس في الشمس طويلا لا أخاف الذوبان والتلاشي فلست صقيعا.

09‏/03‏/2009

اغرب أيها الحزن

اغرب أيها الحزن لا جديد لديك
سأجرب الخواء دفعا للملل
استهلكتني قبلا ولم تقتلني
لما لم تقتلني أيها الحزن؟
تترك عندي أفكارك فيتسلل إليها الشلل
أفكارك لم تأتي قط حيز التنفيذ
دائما رغبة في الغثيان و لا شيء يغادر حلقي
شعور بالعجز ومازالت يدي تكتب
قدوم وشيك للموت
قطع مستمر للأيام من النتيجة
ولم أتعلم الحكمة المذيلة بعد
الحكمة افهمها أول اليوم وألعنها آخره
جميعها خلق مع وقف التنفيذ
ما ذنبي أنها كثيرة ؟
مازال الموت وشيك
لا أسمع نبضي غير في النهاية
النهاية التي تسبق بداياتي جميعا
في البدايات أنا غير متاحة و خارج كافة الخدمات
البداية الوحيدة المتوفرة تلك التي تلت نهاية مؤلمة رتيبة
الفيصل بينهم لحظة فقط راقب العقرب
ثانية لينتهي الوتر الأخير من الليل و يأتي الفجر
الفجر ظلام باهت يفقد اكتماله التام بالتدريج
اغرب أيها الحزن فتش عن أحياء لتنجح
فأنا لا أسمع نبضي إلا قرب النوم
يزداد إدراكي للحياة قرب الموت المؤقت
الموت القلق تزورني فيه قصصي القصيرة
قصصي العاجزة بها شيء ناقص
شيء مبهم لا افهمه بعد شهور
الحمقاء لا تفصح عن معانيها حتى لي
اغرب أيها الحزن ستموت في خوائي
لن تتحمله ...فلم احتمل نفسي