19‏/02‏/2010

زاوية رؤية

اللحظة الوحيدة الحقيقية بالأمس التي شعرت فيها بفرح عندما نزلوا جميعا .

لحظة الخلاص من كلية الهم . الأمر هام لكل الآباء

. اكتمال ما فعلوا طوال العمر و ما تحملوا لأجله الكثير.

شعرت بسعادة لكونى هناك لأننى أعتبر هذه الدفعة مميزة بشكل خاص.

يكفي أن فيها من أقام الحياة و جعلها وجود يفعل شيء ايجابي و يمثل حياد الخير ....

فرصة لنا كطلبة للمساعدة دون اعتبارات سياسية أو مصالح متضاربة.

و شعرت بحزن أيضا للأب الذي حضر ليستلم شهادة تقدير عن ابنه المتوفى

و الغريب أن اسمه إيهاب أيضا

الأمر أنهم يوم تخرجهم جاءوا ليصفقوا فقط لاغير .....

يفترض أنه احتفالهم و ان هذا يومهم لكن ما حدث تكريم للدكاترة الخمسيينين و ما فوق......

تكرار على اهمية الاعتراف بالجميل لمن علمونا.....السؤال حقا

من علمونا ؟؟؟؟!......

الأمر كحال البلد تماما نظام مغيب عن الوعي .....

كلها فرديات ......بالمزاج و الطبع.....

لاحظت أستاذة تخدير و باطنة و جراحة عامة.....لم يعرفهم أحد و لم يهتم لتكريمهم أحد.....

أنا أتحدث بمنظور الطالبة...لست مريضة لأقيم أطباء ....لكننى طالبة اقول رأيي فى من ينقل لى معلومة...

العملية التعليمية قائمة على أستاذ و متلقي.....

لا يعنى كونهم أطباء ماهرين أنهم ناقلي معلومات ماهرين......

عندما تحصل على المعلومة بألم حقيقي يحفر أعماقك اظن انك تخرجها بنفس الألم

و تلقيها مبهمة على اعتاب المتلقين كعقاب مردود على ما عانيت.....

لكن الأمر يختلف لو تعاملت مع المعلومة بشغف المعرفة بمنظور العالم الواسع المتكامل

المتداخل بعلاقات خفية و ماعلينا فقط سوى كشفها......

العالم..... الجسد الآدمي كلها اشياء صامتة يفترض أن ما نفعله استنطاقها...

.ترجمتها إلى لغة و اشارات نفهمها

لوى الذراع و المشاجرات العتيدة مع الكتب و ما بداخلها....يخلف في القشرة المخية مع الوقت ضمور

يخلف نقاط سواد تتحفز كلما اقتربت من المكتب كرد فعل انعكاسي...

رؤية كتاب_____يحفز نقاط سوداء و ضمور......

أبو الأسرار دكتور أطفال بعين شمس... استاذ أدين له بالكثير.....

بكسر قاعدتى التى اظن فيها أن جميع دكاترة الكلية يحملون جينات المرض النفسي مع جينات القدرة على تحصيل المعلومات......

دكتورة شيرلي بقسم التشريح و تبسيطها لما تقول ....

دكتورة كوكب الصباح و دكتور صبحي كفافي في محاضرات ال cardio فقط تسمع و تستمتع

العام الماضي خضعت لعملية الليزك على يد استاذ رمد لنا بالجامعة.....

كطبيب هو مستمع جيد طمئننى بهدوء و اجاب على كل استفساراتى بصدر رحب .....

في المحاضرة لم اشعر بأى شيء مميز خرجت كما دخلت

كان يقرأ شرائح الباوربوينت بآلية و بطء لأننا كنا في رمضان ......

حفل تكريم خريجى 2008

هو احتفال الدكاترة بذواتهم و سعاداتهم

بمساندة بعضهم البعض و حسن استخدام سلطاتهم

بانفصالهم التام عنا .....

أظن اننى في داخلى لا اسامح احد كان لدي حق عنده و لم اخذه.....

اشعر بسخط بسببهم...لأننى اريد ان اتعلم و اريد لو مارست المهنة ان افيد غيري و لا اضر احد ...

لاننى لا اريد ان اضيع وقتى و عقلي في صراع على الفراغ.....

لاننى مازلت هنا على خلاف رغبتى

و لاننى مضطرة ان اسير في طريقهم

حتى اعلم نفسي ان اتحمل مسؤلية اختياراتى و مسؤلية التخلى عنها......

و لاننى اعرف انهم لا يعبأون بنا و ان ال

show

هو هدفهم ....

صعدت و اخذت الورقة و الميدالية.....

لاننى كدت اصدق انهم شيء مهم

و ان ما بداخلى و يمنعنى من الصعود ربما يكون خوف من الموقف لا اعتراض على النظام ...

.صعدت لاننى اعرف ان من يهتم بما نكتب كان نحن و نحن فقط

و انه لولا شريف كان يعرف منهم عن المسابقات

و يسعى وراءها لما اهتم احد او نفذ ما عليه ...

صعدت لاننى اعرف اننى لن اصعد في حفل تخرجي

و سوف اجلس اصفق للآخرين يوم احتفالي.....هذا إن حضرت اصلا

15‏/02‏/2010

mosaic


أسخف صفة في الأشياء أن تأخذ قيمتها من الغياب و الفقد
عندما رجعت للشمس و البحر بعد أيام من العزلة أبهجتني الألوان و الهواء
صرت أخف و لم اتبرم حتى من الغناء السيىء الذي يستهوي حمقى السائقين
لكن التفكير الحقيقي في اعتيادية ما أرى جعلنى أخاف من البهتان من أن تفقد رونقها
لذلك أخاف من كل ما هو لامع في الحياة....من الحب......من الصداقة
غير قوى و لا عقلاني....لكنه حقيقي بما فيه الكفاية ليختزل كل شيء
أنا حماسية أنفعالية....بنت اللحظة كما يقول أبي
لكنني الآن أفكر بجدية أيهما أصعب
أن أفقد رونق الأشياء؟ أم أفقد الأشياء ذاتها؟
أدبيا يبدو الرونق هاما
على الرونق يتغذى الأدب.....الرونق النسبي من شخص لأخر
أبدو سطحية عندما استمد رونقي من الجديد ؛ لكننى استنزف الأشياء حتى تفقد حداثتها في وقت أقصر.
مرحليا أحببت الأحمر.....استنزفت كل ملابسي الحمراء...اخرج بها كثيرا على اختلاف مزاجي
و أحوال البلد.....كأس افريقيا...الفلانتين....لم تهمنى كثيرا نظرات السخفاء و ابتساماتهم
لاشتراكي في المهازل القومية.....أنا مرحليا أحببت الأحمر
الآن مللته .....يستهوينى الأسود . ادخل المحلات افتش بدأب عن أسود يلائمنى
لا يجعلنى عجوزة أو حزينة......فقط يمتص الحرارة و يختزل جسدي
و هكذا مع الأماكن و الطعام
يمكنني أن اتوقف عن أكل الشيكولاتة أو أى كربوهيدرات مدة طويلة بلا أى رغبة في تذوقها
لكننى في المرة الواحدة لا يرضي لساني سوى الطعم الممتلىء
ارجع ذلك لارتفاع
threshold
متذوقات الطعم على لساني
عذر فيسيولوجي بلا اى أمانة علمية....مجرد تبرير أحمق
لعلها في النهاية متطلبات المرحلة....الآن أريد من البحر ألوانه
بعدها مثلا الذكرى .....أى ذكرى
عند التخمة سأستقل حلم السفر
سأله عن عمقه يوما
عن الراحلين و من ابتلعهم منهم
عن من ألهمهم
لعلنى في النهاية لست قطعة قماش ممتدة
أنا فقط قطع رخام متناثرة بلا أى اتساق متواصل ....
بعض الصمغ هنا و اللحام هنا
ربما اصنع من نفسى في النهاية
mosaic

12‏/02‏/2010

Quality

يرهقنى جدا وجود الكم و الجودة كأوبشنين محتملين في كل الاشياء
و بالتالى في الحكم عليها

مثلا....لو هناك كاتب لديه تجربة مرسومة بعناية......لديه كل مستلزماتها
آدمية كافية ليشعر.....فكر جيد ليحلل....لغة مرنة ليعبر
لكن ما يشعر به و يحلله و يعبر عنه ...معقد في حد ذاته بطبع الحياة و فطرتها
لا تتوافر به البساطة المتداولة في أيدي الجميع....بساطة القطف و التذوق
بلا تعقيدات التعمق او الحفر
سيتعاطى كلمات هذا الكاتب عدد محدود .....عدديا لا يحقق اوبشن الكم
لكنه سيحفر متعاطيه الدوءبين و هكذا اتخيلهم ....سيشكلهم بحق
و سيضم إلى قائمتهم بأفضل الأصوات التصويرية لمواقفهم
مازالت الكلمات التى توصّف مواقف مرت بي الأوقع في نفسي و الأكثر قدرة على عصري
مشاعر لازمتنى حينا سلبها أو إيجابها.....استقرت و عندما لم تجد في قاموسي بدائل لها رحلت
لم اكتب قائمتى الخاصة بكتاب الجودة بعد...لكنهم جميعا منسقين جيدين بين مشاعري ولفظتها

كتاب الجودة في ظنى هم من يشكلون وعيا بلا أى قصدية محتملة
هي فقط أيديولوجيتهم المتراكمة.....بالفطرة و التجربة و المهارات المكتسبة و مجمل القراءات
ممارسة فعل الكتابة في حد ذاته ليس حكرا لأحد .....لكن المترتب على الممارسة ..
هذا ما يحتاج صدق حقيقي
مع النفس.....
قراءة لما يحدث و توقع لما يمكن ان يحدث.....عدم الخوف من مكانك الحقيقي

مكانك الذي تصنعه.....قدرتك أنك تكتب كل ما يدور في ذهنك ......
بث مباشر للتداعي بحرية و جمال

قدرتك على توصيف تفاصيلك....وعيك بها.....
أدق مشاعرك.....تلك التى تتصالح معها و الآخرى الناغزة

كل حالات الكون التي تريد أن تجرب و لم تستطع
كل فرد ترغب أن تكونه و لن تقدر
محاكاتك لما تراه جميل.....لما تراه شائك...لما تراه مغاير.....لما تراه فني
ما تحصله لنفسك من قدرات يصنع مكانك
بعدها الآخرون.....بكل ما لهم و ما عليهم......تحقيقهم لآشياء تريدها أنت
هؤلاء الذين تفرح بما يحققون و الآخرون الذين لا تكن لهم أى مشاعر خاصة
و الآخرون الذين ترى وجودهم مجرد تضخم و تشويش للصورة
أفضل الجودة على العدد .....لكن العدد يبرز كوجود مادي لتحقيق شيء
المبيعات يمكننا عدها......
لكن مقدار الجودة و حفرها في المتعاطين لم يجدوا لها مقياس بعد