أنتي الآن على الورق ...كالعادة لكنني سأقابلك يوما . سنصير أصدقاء مفضلين. سأطعمك في أطباق ملونة المزيد من الفراولة المالحة لن أعطيك السكر أبدا....ستتذوقينه عندما تكبرين كاختيار أولي بلا إجبار ليلى ستكونين أنيقة جدا؛ قوية جدا ؛ و جادة. لن تفكري في زرقة السماء بشجن الحمقي ؛ لكنك ستعترفين لله سرا في صلواتك أنك تحبينها و أنك تريدين زينة للعيد بألوانها عقد و خلخال دقيق ستردينه بدون خجل و بخفة تتناسب و إيقاع يومك السريع. ليلى سأعلمك أن الحب شيء طبيعي جدا غير مبهر على الإطلاق ستتناولينه كما ستقرأين و تسيرين أنا أحجزك الآن من الله. أخبره في صلواتي أو و أنا أتأمل السماء بشجن الحمقى أنني أريدك عقد بلون سمائه و أحجز الاسم من الآن و عليه الباقي ....كالعادة.
بيتنا يعيش واحدة من أفضل حالاته الاستقرار النفسي على أشده و الجو هنا لطيف جدا أميرة لم تكن مريضة أبدا و عرفنا تماما ما لديها من أول عيادة مررنا ببابها الأستاذ الجامعي كان عطوفا و ساعدها جدا على تخفيف ألمها لم يغلق التليفون في وجه أمى على الاطلاق الأطفال في شارعنا وديعون ينامون من الثامنة و تبقى أرواح آبائهم و أمهاتهم ترفرف أسفل الشرف للثالثة صباحا لا تجدى مع الأروا ح الاستسماح أو المياه المسكوبة .... الأرواح تحب اشعال الصواريخ و ترديد شق البطيخة و على البركة وقت الصلاة الأروع على الاطلاق 3 مساجد تستهدف بعزم المصلي النائي البعيد في الصحراء بالصدى و العلو و البكاء و كل شيء مباشرة في أذني يجاهد الثلاثة ..... و أنا أقضي إجازة سعيدة و أتعلم أشياء جديدة و مفيدة غدا صباحا امتحانى و بعد الاجابات البديعة التي سأقيأها هناك سيعفوني من الجراحة و النسا للعام القادم و يجعلون منى رئيسة البطنجية العظمي
كانت عطشانة جدا. تنظر إلى قطع السماء الهاربة من الأبراج. القطع الزرقاء تبهجبني أنا و هى لتتناسى عطشها و معدتها القلقة و النزلة المعوية الحادة التي تمنعها من الشرب نتذكر رمضان العام الماضي و مشاوير رسالة و لايف و أفلام روفي بعد الإفطار و التراويح في مسجد عمر بن عبدالعزيز و الحواديت التي تلاحقني و حفلة دنيا مسعود قبل أن تحصل على كاميراتها و كيف كان عيدا رائقا..... تبتلع القليل من الريق لترتوى و تخبرنى أن الله رزقنا أيام كثيرة طيبة و أن فرجه قريب تصوير : أميرة ....
أحسد بشدة هؤلاء الذين يرسمون و الآخرين أصحاب الصوت المرن لو جاءني الجني ستكون أمنيتي الثالثة أن أحصل على صوت يشبه عفاف راضي لينا شماميان / رشا رزق / أميمة الخليل/ حنان ماضي قبل أن أنام أسمع هذة الأغنية أشحن بها بهجة طازجة كاللبن الذي تدعو الدنيا لشربه أمني نفسي أن بعد أن ينتهي هذا كله يمكنني أن أمارس الصباح كما تغنيه برائحة الكولونيا و الوقت الكافي للزواق أخبر نفسي أن الحنق يمكن التخلص منه برفق كالفواق كما يقول طفل عفاف للقطة ((أشربي و أنتي يروح ضيقك)) واليوم شربت كثيرا كثيرا جدا
أتصور أنني في زحمة الأشياء انسى شغفي الأول الذي دفعنى منذ البدء للتغير و سككه المتداخلة تذكرت الأمر بالأمس في زفاف قريب لي و أنا جالسة في ذات القاعة التي تزوج بها معظم أقربائي بطقوس مماثلة و وجوه متكررة لم يبقى أحد على حاله على مدار حفلات الزفاف التي قضيناها هناك و مع ذلك بقيت الطقوس واحدة و الروح الباردة التي تسيطر على تجمعات مماثلة و التفرقات التلقيائية التي يتوزع عندها الحضور ليتمكنوا من حوارات جانبية يمر بها الوقت حسنا على نقاط عدة صارت الليلة...... أولها محاولة تصنيف الفرح على أنه عائلي ليس متكلف بخلاف أن القاعة صغيرة فالحضور دوما غير عائلي بالمرة لو حسبنا مثلا عدد الوجوه الحاضرة من عائلة العريس و التي لم يراها من قبل في حياته و لن يراها مجددا سيذهله الأمر حقا حضورهم مجاملة لحضور والدته أفراح قديمة ماضية تزوج أبناء نتاجها و مازلوا يدفعون ديونها إلى الآن عائلتنا أصغر من أن تملىء قاعة بهذا الحجم لكنها مكدسة بالقادمين لرد الدين لذلك هم لا يفعلون شيئا سوى السلام على أم العريس باليد ليضعوا فيها دينهم و ينتهى الأمر و يقضون بقية السهرة متفرجين محترفين على الفتيات و الأبناء الصغار و الذهب في يد الجميع الأمر الأخر أنه فيما مضي كان هناك دي جى _نظريا_ مجرد أحدهم خلف كمبيوتر يضع أغاني بالتتابع لا يتدخل بالصوت أو يحاول مع العريس و أصدقائه فقط يتركهم يفعلون ما يحلوا لهم و لأن بأمر كهذا لم تكن العروسة تترك مقعدها كانت الصديقات و الأخوات يشفقن عليها فيأخذنها في ركن قصى أخر القاعة يصنعن حولها دائرة و يصفقن فقط خوفا من العيون الخلفية التي تراقب و التي من المحتمل أن تكون حماة المستقبل أو دالة عليها على أقل تقدير لم يكن يشغلهم وقتها نوعية الأغاني المقدمة يكفي أن تكون ذات ريتم راقص و واحدة هادئة ليرقص العروسان و يصورهم الفيديو الآن الأمر صار عديم الملامح لا يوصف "شعبي" و لا "إسلامي" و لا حتى "معتاد" كما كان حالهم لي صديقة أخوان مقتنعة بفكرة الفرح "الإسلامي" كانت سعيدة بخطبتها لأنها بالمسجد و على الأناشيد هم لا يصنعون أفراح مماثلة فقط الفرقة تبدأ بالقرآن و يرقص العريس و أصدقائه على أغاني ريتمها راقص لكنها تتحدث عن مدى التفاهم بين العروسين و عن أنهم سينجبون "فاطمة " و "بلال" و أن الرحمن جمعهم بالخير و بقيت العروس جالسة حتى أشفقت عليها الصديقات ...... الجلوس معظهم نساء طالقين أطفالهم نحو الكوشة يجلسون مكان العريس إذا تركه أو مكان العروسة إذا تركته الرجال خارجا يتحدثون كما يتحدثون في أى مكان أخر العريس و أصدقائه فقط هم من يفعلون شيئا مغايرا في يومهم يرقصون حد الأنهاك و يحملون صديقهم بروح حقيقة في أجواء مماثلة لا يبدوا غيرهم متسقا مع الروح التي يفترض أن يشيعها الفرح ... .بهجة ما تعبر وجوههم بشكل حصري لا يشاركهم فيها باقي الجلوس أخيرا ...اترك نساء في الثلاثينيات و ما فوق في قاعة مغلقة و ا س ت م ت ع....... من تهاجم ستهاجم و من ستلقي بجمل معبرة ذات دلالة ضمنية ستلقي ستنغز بالكلمة و النظرة و التسليم سيضحكن في الوجوه و يراقبهم بحذر و تحفز المنقبة منهن ستجد لشغفها متسع أكبر لتتابع بحرية ستقوم المقارنات بين ما لديهم من أبناء و ملابس و ازواج أبناء و زوجات بنات و ملابس و بطون الزوجات المنتفخة التي كانوا في أفراحهم منذ شهور و الآخرى التي لم تنتفخ بعد و لماذا و الأيدي المدبلة و التي لم تدبل بعد و لماذا الصورة العامة واحدة و اللقطة التي أخذتها أمس أخذتها مثلها قبلا كثيرا و سأخذ بعدها أكثر ففي الجدول هناك 3 حفلات مماثلة قادمة في هذا الصيف وحده كل من بها سيتغر عن نفسه و بطريقته لكنهم سيجتمعون بنفس الطريقة و بذات الروح الأمر الذي دفعنى أن اتذكر السبب الأول الذي جعلني أترك بيتنا و أسافر لأكون بينهم و هو أنني مسرورة للعريس و مسرورة أكثر لوالدته التي أحبها حقا
الألم الذي تستيقظ به يختلف تماما عن الآخر الذي يوقظك الذي يوقظك يجتذب الآخرين لسببه فيقدمون لك المساعدة يستشيرون أطباء متخصصين في الآلام التي توقظ الآدميين و ذويهم لكن ذلك الذي تستيقظ به يخصك وحدك و يترك للآخرين ساعات نومهم غير ممسوسة يراكم داخلك حنق و يحفز رغبات القيء تلك التي تضطرك إلي دخول حمامات الغرباء أو الوقوف في زوايا الشوارع الضيقة تفرغ غمك ..... تسكبه على الأرض ليبقى بعيدا عنك لكنه بكلاسيكية القرش الممسوح يعود إليك عبر الماء و الخضرالمزروعة في الأرض المقاء عليها من الجميع ليمنحك أسباب وجيهة للانتفاخ و البعد لأنك لن تصبّح بنفس منفتحة و غم مزروع ينمو بداخلك و لن تغلق الباب خلف بهدوء و أنت تتصنع الأتزان كما أنك لن تتنهد مرتاحا و أنت تنظر لنفسك في مرايا مدخل العمارة لأنك ستجد الانتفاخ البادي على انعكاسك يضغط صورتك و ينهش مساحتك ليصنع لك حدود متآكلة تسير بها بين الناس تنال منها السيارات المسرعة و كرات الصغار اللامبالية و عند أخر حدودك ستطرق حماما غريبا أو تستند على زاوية شارع مهجور لتقيء غمك.... فتتأكد أن القيء فعل حزين و مُنهك
عندما تكون حزينا اكتب بأناقة. حسّن خطك لأن الخط الأنيق بلاغة الوثيق عن الحزن. إذا طلب أحدا بياناتك كاملة أو سألك غريب عن عنوان خذ وقت الارض في المليء و أكد بشدة على النقاط فوق الحروف. اكتب الثاء بثلاث نقاط منفصلين و لا تصنع خطا للتاء بدلا من نقطتيها سيفيدك الأمر حقا. و سيكون لطفيا لو صنعت منها نسختين واحدة لك تحتفظ بها لذكرى حزنك و أخرى للطالب قضاء لمصلحته. ألصقها فوق جدارك و إذا سألك زائرا عن العنوان الملصق. أخبره أن للحزن عنوان مكتوب بخط أنيق و أن فترات حزن الآدميين هي من جعلت للخط إزدهاره.
بالطبع أفكر في الموت هذة الأيام.... اللطيف أن هذة المرة استحضره بطريقة مغايرة. المرات السابقة كان الأمر تخيل لسريري في الظلام كقبر يضمني بدقة توفيرا للمساحة ليستغلها الجسد الحي حيث الساكن لا يستحق أكثر من المتر في متر. و هناك وحدة و استرجاع لما حدث.... هذة المرة بدا رحلة تغيير بعيدة عن الكتاب و الأمتحان و مشاهدة للحياة واقعية كبث سينمائي بأثر رجعي لتفاصيل الأيام و ردود الأفعال و المعاملات الذي شكل الفكرة نوعيا مشاهدتي أتحدث في حوار النيل الثقافية . استرجاعالدقيقة و 29 ثانية الذين تداولتهم بشكل تلقائي انتزع فيه الأفكار من حالة الخمول التي انتابتني بعد الاحتباس في إشارة لمدة تزيد عن الساعة و النصف جلوسا على ركبتي هبة أو العكس... استرجاع مماثل منحني فضول لمشاهدة حياتي كاملة متتابعة. اتمنى ألا يكون بكلمة (يعني )ذنب لأنني أكررها كثيرا كذلك (نفسنا) (شخصيا ) (عن نفسي) (بشكل) الأمر إما أنني بائسة حقا لأغفل كل الجدية و المجهول المتعلقين بالموت أمام ضيق الأمتحان و كرهي للظروف الحالية
الذي يمتلك 5أعوام يسكن بالعمارة المقابلة .... ابن الجيران الذي يبدو محبا عنيفا يرسل إلي بقبلاته في الهواء و عندما أردها يهرول لاحضار مسدسه الأسود يقتلني في الهواء أيضا و يفرح بشدة عندما أموت ..... يقترح الألوان التي استخدمها في التظليل و أنا أذاكر و اليوم البرتقالي كان لونه المفضل حتى أصبح درس الذبحة الصدرية كبرتقالة مبتهجة..... لكنه أنهى علاقتنا الهوائية مبكرا عندما ذهب ليعود بوالده ليشاركنا اللعب و هذا لأنني و عن تجربة لن اسمع كلام آباء أو أمهات بعد الآن
في أيام مماثلة أكون أكثر عدائية على الآخرين و نفسي و أفكر في الجدوات وراء الأمور جميعها و ينتهي بي الأمر لحوائط مسدودة أعرف أننى لست شخص بعيد النظر و أنني أغرق في الثانية و أعيشها باتقان و أن الجلوس في المنزل ليومين متتاليين دون المشي أو مشاهدة مشهد نهاري بالألوان الطبيعية يرهقني و يفقدني القدرة على المواصلة اعرف أنني بطيئة و أن وقت الأرض لا يكفيني لأنهي أموري و أشعر أنني في كورس تنمية بشرية سخيف يتحدث ببله عن تنظيم الوقت و الإرادة و أنني في نظر أقرب الناس لي هاربة غير حكيمة و أنفلت من المسؤلية و أن ما أريده فعلا معظم غير متضح المعالم قائم على تكهنات بدائية خاضغة لكل الاحتمالات الجيد منها و الغير جيد أعرف كل هذا عنى و أحسه لكنني لا أمتلك الآن وفعليا سوى دعاء و دوران للأرض حتى تمر هذة الأيام تمر و حسب
بالأمس أتممت فعليا ال 22 عام....... تذكرت الأمر عندما أخبرني محمود و هبة " كل سنة و انتي طيبة" حقا لم اكن متذكرة و كان لليوم أن يمر دون أن أعلم لأول مرة منذ 6 أعوام تقريبا يأتي يوم ميلادي دون أمتحانات و وسط أيام روتينية يومها إطلالة كانت خارج نطاق الكتابة ...و كانت ممتعة صنعت أمي كعكة دون أى قصدية محتملة .... خبزتها كتعويض عن وجبة الغذاء التي لم تجد وقتا لإعدادها قُطعت الكهرباء و اضطررنا لإشعال شمعات بالحجرة و أنا من اطفأهم مع عودة النور..... بالنهاية هناك كعكعة و شمع و كل سنة و أنتي طيبة الأمر يبدو كاحتفال غير متسق لكنه بالنهاية سعيد
اكتشفت مؤخرا أنني لم ألمس الأرض منذ زمن ؛ و أنني كنت خاضعة لبرنامج دفاعي مكثف ضد كل الظروف الحقيقية من حولي و أن كل ما يرهقني منها و ليس بيدي أتلاعب في إدراكي له حتى أحيله في عقلي لمناظير و وجهات متنوعة فأتحايل عليها و تمر بعامل الوقت و انتهي منها ناقصة الخبرة بنقاط مظلمة عدة مُضاءة بشكل كاف لآخرين مروا بها معى و انغمسوا بشدة فيها. و أنني مع كل إدعاءاتي أنني أحدهم جاد و يقلص مساحة الشعورية من حياته عرفت أنني _ مقارنة بآخرين_ غارقة في السنتمنتالية الضاغطة و أن حبي للتفاصيل (الحقيقية من وجهة نظرى/ المهملة من قبل الكثير) أبعدني بقسوة عما هو شائع حتى صار غير مقروء من عقلي و غير مُفكر به بدرجة كافية لأخذ قرار بصدده و أنني من أبطأ من عرفت فهما للأمور و تشبعا بملابساتها و أنني لست مرنة كما كنت أتصور و أن استشعار الغربة هو أكثر مشاعرى ألفة و أنني ككل البشر أتوه في أماكني الغير أليفة حتى لو كانت بعقلي. و يؤذيني بشكل غير آدمي كل القرارات عديمة التجربة و أن كل قراراتي سيئة كما يقول أبي لأنني لا أخذ أى قرار
مستعدون للتخلي عن آرائنا العزيزة في مقابل الحق / الحقيقة
كارهو القوالب و المعتاد
محبون لصدقنا الخاص
نحن.....
بناءو السدود حول الذات
واصلي الجسور بالاختيار و التنقية
وحيدون مرهفو المشاعر في الظلام
ساخرون ملقون للنكات وسط الجمع
نحن....
رفقاء الذنب و تأنيب الضمير
متذكرون المعارف القدامى
قاطعو الوصل ....الهاربون من التورط
مرسلو السلامات على البعد
مستنشقو النقص مع الأوكسجين
الفاهمون لاحقا....المحللون بعد الانتهاء
أصحاب المنظور العلوي الغير مفهومين
مستقبلون الابتسامات و التصبيحات من الجميع
الموّدعون بالجملة
العائدون لمنازلهم فرادى
النائمون في وضع الأجنة
أملا في الرجوع
.......نحن
30/03/2010
لا أفسر حالات الاعتصار المرهقة التي تصيبني كثيرا. تلك التي أشعر بها كلما تذكرت المنازل المكدسة المتراصة. أسطح البيوت العارية من الألوان.
ملابس ساكنيها المتنافرة و بقايا أعشاش الطيور...... كل دلالات الإنسان المضاعف المتكاثر. الاعتصار الذي ينتابني لأصداء الأصوات البعيدة المتضاربة و للقديم ..... لقديم الشوارع و الأشياء.... للحاف المليء بالزهر و النوافذ القريبة من الأرض للصغار و الفجر و الحارات الجانية و الشوارع السد و الأصدقاء القدامى. لمدخل عمارتنا الواسع في المحطة و هواء البحر الشديد . لتعثري على مزلقان المينى باص و للطرحة الزرقاء الخانقة. لكل الطرح الخانقة.... للنظرات العابرة و لرائحة الياسمين التي تغافل الكل و تبقي لفضاء المساحات و العلاقات السريعة .... لهزة رأس السائق صباحا بعد ما أقول ((البنزينة معاك لو سمحت)) للرجل الذي يكررها إن خرج صوتي ضعيفا...... و للعجوز الذي لا يسلم عليّ العجوز الجالس خلف البسكويت و تحت الشمسية على أول الشارع. لسلالم أسنان المختصرة و روائح المكان المبهمة... للدقائق القليلة بعد امتحان الشفوي لاتساع شارع البحر عند سيدي جابر لشمس العصر في حجرة خالتي الضيقة و ملابس بناتها المطوية بعناية لقرآن محمد رفعت في السابعة .....لرائحة دولاب جدتي بكل أنواع الصابون و جلبابها البيتي الفاتح. لحواديت زمان و البطانية الثقيلة و الكوفرته الحمراء نضعهم على الأرض بعناية لأشاهد The French kiss You've got a mail لضحكة أحمد و هو صغير و
التي يقلد بها جيم كيري في Smoken The mask لمسلسل زيزينيا و أم كلثوم لسفر أبي حينها و بكائي لأنه لم يكن هنا و لأنه لا يحب الوداع...... لحكايات أمي عن يأجوج و مأجوج و المسيخ الدجال و لا إله إلا الله التي يجب أن نقولها في القبر ليعلموا أننا مسلمون و لخوفي أن يتعثر لساني لمدرس التربية الدينية الذي ألقى بالدبلة من النافذة فور دخوله الفصل و سألني (( عاوزة تدرسي إيه؟؟))) ((computer science)) مسلسل الرقص على السلالم المتحركة كان يعرض حينها لسكيتش تويتي الذي منحه لي لأنني حصلت على 8 و نصف من 10 في الامتحان أعلى درجة في الفصل...... لشعره المسوّي بعناية و أسنانه و أظافره السوداء من السجائر....... آخرون كثر مروا علينا بأسنان و أظافر سوداء ....أهمهم مستر أحمد خفيف الدم الذي كان يترحم دوما على خاله..... (و رحمة خالي لتقعدي... و رحمة خالي لتجاوبي.....و رحمة خالي لتطلعي الكراسة...)) عصرته لآذان المغرب الذي كنت اسمعه بخوف من خلف شيش حجرة المكتبة.... الحجرة التي أغلقنا شرفتها بعد أن صارت المرحاض العمومي لحمام الجيران.... الحمام الأبيض بريشة الناعم و أصحابه طيبي القلب .......نافذة مقابل أخيار سيكون لطيفا لو تنازلنا عن كل النوافذ في مقابل أخيار من حولنا ...ابنتهم الكبيرة و اسمها الايطالي ...سلفيا.... و الوسطى صديقتي الرائقة و الصغير الذي ينادي الله و يدعوه بما يريد ... أن يأتي العيد مبكرا هذا العام و أن توافق والدته على نزوله الحضانة بمفرده ..... الصغير الذي يأذن بلا معاد و يغني ...قول الله ...قول يا رب عصرته لرؤيتك من بعيد لشعور الانتهاء الذي يصيبني كلما فكرت فيك كأنني سأموت فور أمانك كأنك النهاية ....كأنني في اللحظة التي أعرفك بها....أعرفك حقا سيتوقف القلب و تتوقف عصرته على الأشياء و الشوارع و الأصدقاء كأنه ينبض لينتظر و أنا أكره الانتظار و الضعف
أسخف صفة في الأشياء أن تأخذ قيمتها من الغياب و الفقد عندما رجعت للشمس و البحر بعد أيام من العزلة أبهجتني الألوان و الهواء صرت أخف و لم اتبرم حتى من الغناء السيىء الذي يستهوي حمقى السائقين لكن التفكير الحقيقي في اعتيادية ما أرى جعلنى أخاف من البهتان من أن تفقد رونقها لذلك أخاف من كل ما هو لامع في الحياة....من الحب......من الصداقة غير قوى و لا عقلاني....لكنه حقيقي بما فيه الكفاية ليختزل كل شيء أنا حماسية أنفعالية....بنت اللحظة كما يقول أبي لكنني الآن أفكر بجدية أيهما أصعب أن أفقد رونق الأشياء؟ أم أفقد الأشياء ذاتها؟ أدبيا يبدو الرونق هاما على الرونق يتغذى الأدب.....الرونق النسبي من شخص لأخر أبدو سطحية عندما استمد رونقي من الجديد ؛ لكننى استنزف الأشياء حتى تفقد حداثتها في وقت أقصر. مرحليا أحببت الأحمر.....استنزفت كل ملابسي الحمراء...اخرج بها كثيرا على اختلاف مزاجي و أحوال البلد.....كأس افريقيا...الفلانتين....لم تهمنى كثيرا نظرات السخفاء و ابتساماتهم لاشتراكي في المهازل القومية.....أنا مرحليا أحببت الأحمر الآن مللته .....يستهوينى الأسود . ادخل المحلات افتش بدأب عن أسود يلائمنى لا يجعلنى عجوزة أو حزينة......فقط يمتص الحرارة و يختزل جسدي و هكذا مع الأماكن و الطعام يمكنني أن اتوقف عن أكل الشيكولاتة أو أى كربوهيدرات مدة طويلة بلا أى رغبة في تذوقها لكننى في المرة الواحدة لا يرضي لساني سوى الطعم الممتلىء ارجع ذلك لارتفاع threshold متذوقات الطعم على لساني عذر فيسيولوجي بلا اى أمانة علمية....مجرد تبرير أحمق لعلها في النهاية متطلبات المرحلة....الآن أريد من البحر ألوانه بعدها مثلا الذكرى .....أى ذكرى عند التخمة سأستقل حلم السفر سأله عن عمقه يوما عن الراحلين و من ابتلعهم منهم عن من ألهمهم لعلنى في النهاية لست قطعة قماش ممتدة أنا فقط قطع رخام متناثرة بلا أى اتساق متواصل .... بعض الصمغ هنا و اللحام هنا ربما اصنع من نفسى في النهاية mosaic
يرهقنى جدا وجود الكم و الجودة كأوبشنين محتملين في كل الاشياء و بالتالى في الحكم عليها مثلا....لو هناك كاتب لديه تجربة مرسومة بعناية......لديه كل مستلزماتها آدمية كافية ليشعر.....فكر جيد ليحلل....لغة مرنة ليعبر لكن ما يشعر به و يحلله و يعبر عنه ...معقد في حد ذاته بطبع الحياة و فطرتها لا تتوافر به البساطة المتداولة في أيدي الجميع....بساطة القطف و التذوق بلا تعقيدات التعمق او الحفر سيتعاطى كلمات هذا الكاتب عدد محدود .....عدديا لا يحقق اوبشن الكم لكنه سيحفر متعاطيه الدوءبين و هكذا اتخيلهم ....سيشكلهم بحق و سيضم إلى قائمتهم بأفضل الأصوات التصويرية لمواقفهم مازالت الكلمات التى توصّف مواقف مرت بي الأوقع في نفسي و الأكثر قدرة على عصري مشاعر لازمتنى حينا سلبها أو إيجابها.....استقرت و عندما لم تجد في قاموسي بدائل لها رحلت لم اكتب قائمتى الخاصة بكتاب الجودة بعد...لكنهم جميعا منسقين جيدين بين مشاعري ولفظتها
كتاب الجودة في ظنى هم من يشكلون وعيا بلا أى قصدية محتملة هي فقط أيديولوجيتهم المتراكمة.....بالفطرة و التجربة و المهارات المكتسبة و مجمل القراءات ممارسة فعل الكتابة في حد ذاته ليس حكرا لأحد .....لكن المترتب على الممارسة .. هذا ما يحتاج صدق حقيقي مع النفس..... قراءة لما يحدث و توقع لما يمكن ان يحدث.....عدم الخوف من مكانك الحقيقي مكانك الذي تصنعه.....قدرتك أنك تكتب كل ما يدور في ذهنك ...... بث مباشر للتداعي بحرية و جمال قدرتك على توصيف تفاصيلك....وعيك بها..... أدق مشاعرك.....تلك التى تتصالح معها و الآخرى الناغزة كل حالات الكون التي تريد أن تجرب و لم تستطع كل فرد ترغب أن تكونه و لن تقدر محاكاتك لما تراه جميل.....لما تراه شائك...لما تراه مغاير.....لما تراه فني ما تحصله لنفسك من قدرات يصنع مكانك بعدها الآخرون.....بكل ما لهم و ما عليهم......تحقيقهم لآشياء تريدها أنت هؤلاء الذين تفرح بما يحققون و الآخرون الذين لا تكن لهم أى مشاعر خاصة و الآخرون الذين ترى وجودهم مجرد تضخم و تشويش للصورة أفضل الجودة على العدد .....لكن العدد يبرز كوجود مادي لتحقيق شيء المبيعات يمكننا عدها...... لكن مقدار الجودة و حفرها في المتعاطين لم يجدوا لها مقياس بعد