المحرق ، 13- 5- 2013
بعد الدوران الصغير بين بيوت المحرق القديمة عثرت مع إياد على لمحة خاطفة
على أن ثورة كانت هنا " الحياة مستمرة " كتبت بخط ثابت و أظنه على عجل
فوق الجدران التي ساهمت فيها حكومة
الخليفة .
ما بينى و بين إياد يشبه ما
بينى و بين إيمينت _العاملة الآسيوية الجميلة _ تلك النظرة المتواطئة ، على
الأسرار الصغيرة .
أختى الصغيرة كان يصفنى و كنت أنا
و هو نعلم أننا لسنا بحاجة لتلك المعلبات التي تشكل المودة بين البشر لنفسر
تفاهمنا السريع الذي حدث على عشاء ساهمت فيه نفس حكومة الخليفة ، ربما لجأ للوصف
إحتراما منه لما ظنه تدين ، و ربما كما كتب في إهدائه ، هى المودة التي يتشاركها
أهل البحر ، أنا بالإسكندرية و هو بعكا .
بعدك عاشق يا إياد .....هكذا رأينا جميعا عشقه للجميلة منى ، زوجته ، التي
تحدثنا عنها و إليها لليال طويلة بالفندق الخمس نجوم السخيف ....
في الليلة الأخيرة ، احتضنته مدام نجوى بود ، بدا على محمد السائق المصري علامات
دهشة حقيقية من هذا الحضن في قلب المحرق القديمة و منتظرا بتلهف أدائي في لحظات
الوداع هذه. سلمت على رنوة ، و على بعد
قرر أيمن ألا يسلم على باليد لأنه بدا له أننى قد أرفض شيئا كهذا ، مع أن الأمر لم
يعد يشكل لي جدلا إلا أننى مازالت أعطى إنطباعا مماثلا ، و رأيت ما يشبه التأثر في
عينى محمد الصامت معظم الوقت.
فجوة بينى و بينى .....
شاملبيون ، 28- 5- 2013
كانت تسير أمامى ببعض خطوات ، متأبطة ذراع صديقها ، كلاهما بجسد خفيف و جينز و قميص
أسود رأيتها كفرنسية ببالينيره بيضاء و
خلخال بسيط حول الكاحل و هو شاب من شباب المجمع بسلسلة حول الرقبة و جل شعر خفيف....
أستوقفهم صديق ثالث سلم على الشاب بقوة بدت أعتيادية لسلامهم و أوشك على إحتضان الفتاة التي أخذت بعض الوقت
لتستوعب نيته في إحتضانها ، و عندما أدركت الأمر ، ضربته شلوط و هى تضحك و تنهره على فعلته بضربات
متوالية على ذراعه يمثل تفاديها ، و تفاديتها أنا بجدية.
صمت صديقها غريبا و الشارع بأكمله
كان أشبه بمحمد السائق بنفس نظرات الإستهجان و الدهشة من الحضن الغير مكتمل في شارع شامبليون .....
ما بين الحضنين و عدم إكتمالهم و تورطى كشاهد في كلاهما وحشة و إشتياق بنفس
نظرة التأثر في عيني محمد الصامت . فكل ذكر للبحرين لا يتبعه ذكر للإسكندرية فاسد
، و كل ذكر للبحرين لا نشير فيه ل "
الحياة مستمرة " فاسد .
يتبع.....أو هكذا آمل