28‏/05‏/2013

حضن



المحرق ، 13- 5- 2013
بعد الدوران الصغير بين بيوت المحرق القديمة عثرت مع إياد على لمحة خاطفة على أن ثورة كانت هنا " الحياة مستمرة " كتبت بخط ثابت و أظنه على عجل فوق الجدران التي ساهمت  فيها حكومة الخليفة .
 ما بينى و بين إياد  يشبه ما بينى و بين إيمينت _العاملة الآسيوية الجميلة _ تلك النظرة المتواطئة ، على الأسرار الصغيرة .
 أختى الصغيرة كان يصفنى و كنت أنا و هو نعلم أننا لسنا بحاجة لتلك المعلبات التي تشكل المودة بين البشر لنفسر تفاهمنا السريع الذي حدث على عشاء ساهمت فيه نفس حكومة الخليفة ، ربما لجأ للوصف إحتراما منه لما ظنه تدين ، و ربما كما كتب في إهدائه ، هى المودة التي يتشاركها أهل البحر ، أنا بالإسكندرية و هو بعكا .
بعدك عاشق يا إياد .....هكذا رأينا جميعا عشقه للجميلة منى ، زوجته ، التي تحدثنا عنها و إليها لليال طويلة بالفندق الخمس نجوم السخيف ....
في الليلة الأخيرة ، احتضنته مدام نجوى بود ، بدا على محمد السائق المصري علامات دهشة حقيقية من هذا الحضن في قلب المحرق القديمة و منتظرا بتلهف أدائي في لحظات الوداع هذه.  سلمت على رنوة ، و على بعد قرر أيمن ألا يسلم على باليد لأنه بدا له أننى قد أرفض شيئا كهذا ، مع أن الأمر لم يعد يشكل لي جدلا إلا أننى مازالت أعطى إنطباعا مماثلا ، و رأيت ما يشبه التأثر في عينى محمد الصامت معظم الوقت.  
فجوة بينى و بينى  .....
شاملبيون ، 28- 5- 2013
كانت تسير أمامى ببعض خطوات ، متأبطة  ذراع صديقها ، كلاهما بجسد خفيف و جينز و قميص أسود رأيتها  كفرنسية ببالينيره بيضاء و خلخال بسيط حول الكاحل و هو شاب من شباب المجمع بسلسلة حول الرقبة و جل شعر خفيف....
أستوقفهم صديق ثالث سلم على الشاب بقوة بدت أعتيادية لسلامهم  و أوشك على إحتضان الفتاة التي أخذت بعض الوقت لتستوعب نيته في إحتضانها ، و عندما أدركت الأمر ، ضربته  شلوط و هى تضحك و تنهره على فعلته بضربات متوالية على ذراعه يمثل تفاديها ، و تفاديتها أنا بجدية.
 صمت صديقها غريبا و الشارع بأكمله كان أشبه بمحمد السائق بنفس نظرات الإستهجان و الدهشة من الحضن  الغير مكتمل في شارع شامبليون .....
ما بين الحضنين و عدم إكتمالهم و تورطى كشاهد في كلاهما وحشة و إشتياق بنفس نظرة التأثر في عيني محمد الصامت . فكل ذكر للبحرين لا يتبعه ذكر للإسكندرية فاسد ، و كل ذكر للبحرين لا نشير فيه  ل " الحياة مستمرة "  فاسد . 
                                                يتبع.....أو هكذا آمل