31‏/07‏/2010

اصحي يا دنيا

أحسد بشدة هؤلاء الذين يرسمون و الآخرين أصحاب الصوت المرن
لو جاءني الجني ستكون أمنيتي الثالثة أن أحصل على صوت يشبه عفاف راضي
لينا شماميان / رشا رزق / أميمة الخليل/ حنان ماضي
قبل أن أنام أسمع هذة الأغنية أشحن بها بهجة طازجة كاللبن الذي تدعو الدنيا لشربه
أمني نفسي أن بعد أن ينتهي هذا كله يمكنني أن أمارس الصباح كما تغنيه برائحة الكولونيا
و الوقت الكافي للزواق أخبر نفسي أن الحنق يمكن التخلص منه برفق كالفواق
كما يقول طفل عفاف للقطة
((أشربي و أنتي يروح ضيقك))
واليوم شربت كثيرا كثيرا جدا

18‏/07‏/2010

بالأمس

أتصور أنني في زحمة الأشياء انسى شغفي الأول الذي دفعنى منذ البدء للتغير و سككه المتداخلة
تذكرت الأمر بالأمس في زفاف قريب لي و أنا جالسة في ذات القاعة
التي تزوج بها معظم أقربائي بطقوس مماثلة و وجوه متكررة
لم يبقى أحد على حاله على مدار حفلات الزفاف التي قضيناها هناك
و مع ذلك بقيت الطقوس واحدة و الروح الباردة التي تسيطر على تجمعات مماثلة
و التفرقات التلقيائية التي يتوزع عندها الحضور
ليتمكنوا من حوارات جانبية يمر بها الوقت
حسنا على نقاط عدة صارت الليلة......
أولها محاولة تصنيف الفرح على أنه عائلي ليس متكلف
بخلاف أن القاعة صغيرة فالحضور دوما غير عائلي بالمرة
لو حسبنا مثلا عدد الوجوه الحاضرة من عائلة العريس و التي لم يراها من قبل في حياته
و لن يراها مجددا سيذهله الأمر حقا
حضورهم مجاملة لحضور والدته أفراح قديمة ماضية تزوج أبناء نتاجها و مازلوا يدفعون ديونها إلى الآن
عائلتنا أصغر من أن تملىء قاعة بهذا الحجم لكنها مكدسة بالقادمين لرد الدين
لذلك هم لا يفعلون شيئا سوى السلام على أم العريس باليد ليضعوا فيها دينهم و ينتهى الأمر
و يقضون بقية السهرة متفرجين محترفين على الفتيات و الأبناء الصغار و الذهب في يد الجميع
الأمر الأخر أنه فيما مضي كان هناك دي جى _نظريا_ مجرد أحدهم خلف كمبيوتر يضع أغاني بالتتابع
لا يتدخل بالصوت أو يحاول مع العريس و أصدقائه فقط يتركهم يفعلون ما يحلوا لهم
و لأن بأمر كهذا لم تكن العروسة تترك مقعدها كانت الصديقات و الأخوات يشفقن عليها
فيأخذنها في ركن قصى أخر القاعة يصنعن حولها دائرة و يصفقن فقط
خوفا من العيون الخلفية التي تراقب و التي من المحتمل أن تكون حماة المستقبل أو دالة عليها على أقل تقدير
لم يكن يشغلهم وقتها نوعية الأغاني المقدمة يكفي أن تكون ذات ريتم راقص
و واحدة هادئة ليرقص العروسان و يصورهم الفيديو
الآن الأمر صار عديم الملامح لا يوصف "شعبي" و لا "إسلامي" و لا حتى "معتاد" كما كان حالهم
لي صديقة أخوان مقتنعة بفكرة الفرح "الإسلامي" كانت سعيدة بخطبتها لأنها بالمسجد و على الأناشيد
هم لا يصنعون أفراح مماثلة فقط الفرقة تبدأ بالقرآن و يرقص العريس و أصدقائه على أغاني ريتمها راقص
لكنها تتحدث عن مدى التفاهم بين العروسين
و عن أنهم سينجبون "فاطمة " و "بلال" و أن الرحمن جمعهم بالخير
و بقيت العروس جالسة حتى أشفقت عليها الصديقات ......
الجلوس معظهم نساء طالقين أطفالهم نحو الكوشة يجلسون مكان العريس إذا تركه
أو مكان العروسة إذا تركته الرجال خارجا يتحدثون كما يتحدثون في أى مكان أخر
العريس و أصدقائه فقط هم من يفعلون شيئا مغايرا في يومهم يرقصون حد الأنهاك
و يحملون صديقهم بروح حقيقة
في أجواء مماثلة لا يبدوا غيرهم متسقا مع الروح التي يفترض أن يشيعها الفرح ...
.بهجة ما تعبر وجوههم بشكل حصري لا يشاركهم فيها باقي الجلوس
أخيرا ...اترك نساء في الثلاثينيات و ما فوق في قاعة مغلقة و ا س ت م ت ع.......
من تهاجم ستهاجم و من ستلقي بجمل معبرة ذات دلالة ضمنية ستلقي
ستنغز بالكلمة و النظرة و التسليم
سيضحكن في الوجوه و يراقبهم بحذر و تحفز
المنقبة منهن ستجد لشغفها متسع أكبر لتتابع بحرية
ستقوم المقارنات بين ما لديهم من أبناء و ملابس و ازواج أبناء و زوجات بنات و ملابس
و بطون الزوجات المنتفخة التي كانوا في أفراحهم منذ شهور
و الآخرى التي لم تنتفخ بعد و لماذا و الأيدي المدبلة و التي لم تدبل بعد و لماذا
الصورة العامة واحدة و اللقطة التي أخذتها أمس أخذتها مثلها قبلا كثيرا
و سأخذ بعدها أكثر ففي الجدول هناك 3 حفلات مماثلة قادمة في هذا الصيف وحده
كل من بها سيتغر عن نفسه و بطريقته لكنهم سيجتمعون بنفس الطريقة و بذات الروح
الأمر الذي دفعنى أن اتذكر السبب الأول الذي جعلني أترك بيتنا
و أسافر لأكون بينهم و هو أنني مسرورة للعريس و مسرورة أكثر لوالدته التي أحبها حقا


انكسار طفيف يعقبه تهشم مستمر

الألم الذي تستيقظ به يختلف تماما عن الآخر الذي يوقظك
الذي يوقظك يجتذب الآخرين لسببه فيقدمون لك المساعدة
يستشيرون أطباء متخصصين في الآلام التي توقظ الآدميين و ذويهم
لكن ذلك الذي تستيقظ به يخصك وحدك و يترك للآخرين ساعات نومهم غير ممسوسة
يراكم داخلك حنق و يحفز رغبات القيء
تلك التي تضطرك إلي دخول حمامات الغرباء أو الوقوف في زوايا الشوارع الضيقة
تفرغ غمك ..... تسكبه على الأرض ليبقى بعيدا عنك
لكنه بكلاسيكية القرش الممسوح يعود إليك عبر الماء

و الخضرالمزروعة في الأرض المقاء عليها من الجميع
ليمنحك أسباب وجيهة للانتفاخ و البعد
لأنك لن تصبّح بنفس منفتحة و غم مزروع ينمو بداخلك
و لن تغلق الباب خلف بهدوء و أنت تتصنع الأتزان
كما أنك لن تتنهد مرتاحا و أنت تنظر لنفسك في مرايا مدخل العمارة
لأنك ستجد الانتفاخ البادي على انعكاسك يضغط صورتك
و ينهش مساحتك ليصنع لك حدود متآكلة تسير بها بين الناس
تنال منها السيارات المسرعة و كرات الصغار اللامبالية
و عند أخر حدودك ستطرق حماما غريبا أو تستند على زاوية شارع مهجور
لتقيء غمك....

فتتأكد أن القيء فعل حزين و مُنهك

08‏/07‏/2010

عندما تكون حزينا

عندما تكون حزينا اكتب بأناقة.
حسّن خطك لأن الخط الأنيق بلاغة الوثيق عن الحزن.
إذا طلب أحدا بياناتك كاملة أو سألك غريب عن عنوان
خذ وقت الارض في المليء و أكد بشدة على النقاط فوق الحروف.
اكتب الثاء بثلاث نقاط منفصلين
و لا تصنع خطا للتاء بدلا من نقطتيها
سيفيدك الأمر حقا.
و سيكون لطفيا لو صنعت منها نسختين واحدة لك تحتفظ بها لذكرى حزنك
و أخرى للطالب قضاء لمصلحته.
ألصقها فوق جدارك و إذا سألك زائرا عن العنوان الملصق.
أخبره أن للحزن عنوان مكتوب بخط أنيق
و أن فترات حزن الآدميين هي من جعلت للخط إزدهاره.

05‏/07‏/2010

بأثر رجعي

بالطبع أفكر في الموت هذة الأيام....
اللطيف أن هذة المرة استحضره بطريقة مغايرة. المرات السابقة كان الأمر تخيل لسريري في الظلام كقبر يضمني بدقة
توفيرا للمساحة ليستغلها الجسد الحي حيث الساكن لا يستحق أكثر من المتر في متر.
و هناك وحدة و استرجاع لما حدث....
هذة المرة بدا رحلة تغيير بعيدة عن الكتاب و الأمتحان
و مشاهدة للحياة واقعية كبث سينمائي بأثر رجعي لتفاصيل الأيام و ردود الأفعال و المعاملات
الذي شكل الفكرة نوعيا مشاهدتي أتحدث في حوار النيل الثقافية .
استرجاع
الدقيقة و 29 ثانية الذين تداولتهم بشكل تلقائي
انتزع فيه الأفكار من حالة الخمول التي انتابتني بعد الاحتباس في إشارة
لمدة تزيد عن الساعة و النصف جلوسا على ركبتي هبة أو العكس...
استرجاع مماثل منحني فضول لمشاهدة حياتي كاملة متتابعة.
اتمنى ألا يكون بكلمة (يعني )ذنب لأنني أكررها كثيرا
كذلك (نفسنا) (شخصيا ) (عن نفسي) (بشكل)
الأمر إما أنني بائسة حقا لأغفل كل الجدية و المجهول المتعلقين بالموت
أمام ضيق الأمتحان و كرهي للظروف الحالية

أو أنني أتمثل السذاجة


ابن الجيران

الذي يمتلك 5أعوام يسكن بالعمارة المقابلة ....
ابن الجيران الذي يبدو محبا عنيفا يرسل إلي بقبلاته في الهواء

و عندما أردها يهرول لاحضار مسدسه الأسود يقتلني في الهواء أيضا و يفرح بشدة عندما أموت .....
يقترح الألوان التي استخدمها في التظليل و أنا أذاكر و اليوم البرتقالي كان لونه المفضل
حتى أصبح درس الذبحة الصدرية كبرتقالة مبتهجة.....
لكنه أنهى علاقتنا الهوائية مبكرا عندما ذهب ليعود بوالده ليشاركنا اللعب
و هذا لأنني و عن تجربة لن اسمع كلام آباء أو أمهات بعد الآن

04‏/07‏/2010

تأريخ ليوم سيمر

في أيام مماثلة أكون أكثر عدائية على الآخرين و نفسي
و أفكر في الجدوات وراء الأمور جميعها و ينتهي بي الأمر لحوائط مسدودة
أعرف أننى لست شخص بعيد النظر و أنني أغرق في الثانية و أعيشها باتقان
و أن الجلوس في المنزل ليومين متتاليين دون المشي
أو مشاهدة مشهد نهاري بالألوان الطبيعية يرهقني و يفقدني القدرة على المواصلة
اعرف أنني بطيئة و أن وقت الأرض لا يكفيني لأنهي أموري
و أشعر أنني في كورس تنمية بشرية سخيف يتحدث ببله عن تنظيم الوقت و الإرادة
و أنني في نظر أقرب الناس لي هاربة غير حكيمة و أنفلت من المسؤلية
و أن ما أريده فعلا معظم غير متضح المعالم
قائم على تكهنات بدائية خاضغة لكل الاحتمالات الجيد منها و الغير جيد
أعرف كل هذا عنى و أحسه
لكنني لا أمتلك الآن وفعليا سوى دعاء و دوران للأرض حتى تمر هذة الأيام تمر و حسب