30‏/11‏/2009

تداخلات صاخبة

يستند "هو" على القصور الذاتي للزمن. يتحرك لا إراديا لمروره.
فمثلا عندما تحتم على الشمس البقاء مرتفعة تحديدا فوق شرفته بالدور الخامس ؛
ترك فرشته الساخنة ليكمل نومه فوق مقاعد أكثر برودة من المشروع
للمكتب للمشروع مجددا.........
في الثانية ظهرا يقف مضبوطا في الموقف بفعل توازن قوتين .....
الزمن الدافع لأحداثه و الجاذبية التي تلصقه أرضا.
فلو تخلى الزمن عنه لسقط و لو رحلت عنه الجاذبية لطار.......


* * * * * * * * *

حسن لا يمتلك منبه و لا نتيجة.
يتعرف على موعد استيقاظه من تلون سقف الحجرة
بألوان غسيل الجيران التي تعكسها الشمس.
أما يومه فيحدده نوع القميص المكوي إلى جواره.
الطريف أن الجمع في عمله يضبط ساعاته على وصوله
و على الخمس دقائق تأخير الملازمين له ؛
لكنه غير مهتم فليلوم المدير الشمس أو الجيران يوم غسيل الأبيض.

* * * * * * * * *

مرحبا.......أتسمعنى أيها الراوي التعيس؟ .
أنا لا أفهمك. أجدك معقدا بشكل مرهق. تهت في دورانات جملك.
تحاول أن تكتب أدب بشكل علمي؛
و غفلت أبسط نقطة علمية متفق عليها....
و هي أن أسرع طريق بين نقطتين الخط المستقيم
و عليه اختصارا لحبر قلمك و لوقتي.....
حسن خامل و كسول يقضي نومه نائما مستسلما للأحداث غير مبال لها.....
و انتهينا.....
ما علاقة هذة البساطة بالزمن و القصور الذاتي
و الشمس المحتم عليها البقاء عالية؟؟؟؟

* * * * * * * * *

من جميع ال "هو" الذين يتحركون لا إراديا اخترت حسن ...
و يمكنني أن أطلق على هذا الاختيار " إحياء بالتسمية" ....
فعندما تجلس في ساعة صفاء على التجارية؛
تتذكر رتابة الحياة؛ تنفثها دخانا من شيشتك التفاحة ؛
ستلمع في ذهنك صورة رَجُلي ال " هو" معتمدا على الزمن الدائر
يحركه دون رغبة أو اختيار.
سيؤلمك كم الأيام التي اجبرتك فيها الشمس على الاستيقاظ
لأنها عالية في السماء؛
في الفراغ البارد .
تغار منك في فرشتك الساخنة التي استمدت دفئها من دفء جسدك النابض.....
لكن "هو" في الجملة ميت بلا شهادة ميلاد أو رقم قومي.
أما "حسن" كأسم آدمي ....حيُ ينبض.
قد يكون اسمك حسن أو لا ؛
لكنك بعد أن تنهي الشيشة و تأخذ خلاصتها ستقول بملء فمك ....
هو حسن
و أنا حسن ....
و أنا حسن.

* * * * * * * * *

إحياء بالتسمية.....يأيها الراوي الحكيم تحية......
تبدو لي حزين مدعي.
اتبعني من فضلك فوق الصراط المستقيم لتصل.
ما حدث أن الاصطلاح اعجبك
فلا تلف بجملك القصصية حول عقلي .
و اكتب مقالا عن الأبطال و أسمائهم ؛
و عن الآخرين " اللى ماتسموش"
و لتثبت فيهم نظرية الحياة من عدمها....
لأنك أرهقتني فعلا.

* * * * * * *** ***

حسن يستيقظ ليلا تتسع حدقته ؛ و تعيد ترتيب المشهد .
لا يرتدي ليلا القمصان المكوية ؛
فقط معطف جلدي على لحمه مباشرة يغلقه لذقنه و يخرج.
يقلب القمر إلى كوب مضيء يسكب نورا لزجا ينير طريقه للجزويت.
وفيه يستمع لفرق ساخطة تغني للفقر و الفقراء .
تُنَغّم كلماتها جيتارات غالية الثمن.
يتمايل و تمتلىء لحظته بجوع الفقراء و بالموسيقى العالية.
يفكر في الله و اسمعه.....
مساء الخير يا الله.....وهبتني نبضا و أذن.
أما أمي فاعطتني اسما .
لو نسيت أمي تسميتي لما أستطاع حسام أن يناديني الآن .
لقال " يااااااااااا...." و لرد عليه أى " يا " غيري ؛
و لأسترحت حينها من لزوجته.
سامحك الله يا أمي .....
رددت على سؤاله عن الحال بالحمد
و رد حسام ب"عايش".
أ ..كُل من اسمه حسام "عايش"؟...
أ....كُل من اسمته أمه حسن حيُ؟
أيختلف الأمر لو أبوه هو من أسماه؟
سيبدو الاسم أكثر جدية لو اختاره رجل.
للرجل دوافع عقلانية و للنساء العاطفية بشكل حصري...
خاصة الأم بعد الولادة....
مضغوطة أمي بولدين قبلي لذا أرادتني بنت.
خذلتها فلم تعترض نظرت لي مستسلمة بعد إنهاك الطلقات الدافعة ؛
و قالت " حسنا ...لا بأس"
فصرت أنا حسن
و لو جاءت بولد آخر بعدي لاسمته
" لا بأس"
لكنها هرمت ككل الأشياء......

* * * * * * * *****

قاسيا أنت أيها الراوي و مولعا بالسببية.
تحكي لنا عن هرم أمه كهرم الأشياء ؛
نصيحة لا تنطق بكبر أنثى في وجودها؛
لأنك لن تحتمل غضب السنين المصبوب عليك .
تُعلل رغبة الأم في بنت.....لكن صدقني أمتع رغباتنا الغير مبررة ؛
ربما أرادتها وحسب.
و الآن أخبرني
أتدعه يُحَيّي الله بتحية الجاهلية؟
فلتترك الله عاليا في سمائه
و لتنهي أولا اوجاع حسن اللامتناهية.
تنساق وراء زياراته المتكررة لجراج الجزويت ؛
لعلمك لا أكثر.....
أحبه أيضا و امتنع أحيانا عن الذهاب ....

فلتخبره أن الجزويت ليس مكانه الأمثل ليموت فيه
.....

29‏/11‏/2009

سؤال

في الغالب لما احتار في سؤال و ما يكنش تحت أيدي إجابة واضحة أعمل بحث على النت
أو أسأل بابا
أو أفكر مع نفسي ....أدور على كتاب ممكن يرد ...يعنى فيه طرق كتير
المرة دى عاوزة أجرب أسأل هنا في الفراغ ......
و بصراحة التوقيت غريب لأن ببساطة ما اعتقدش ان فيه حد بيقرا هنا أصلا
و أنا بطلت أعلق في أى مكان .......مش مشكلة
ببساطة لما الرسول (ص) وقف على جبل على أطراف مكة يوم الهجرة و قال
(( و الله إنك لأحب بلاد الله إلى قلبي و لولا أن أهلك أخرجوني منها ما خرجت))
هل الجملة لأن مكة ....مكة كمكان إسلامي مقدس؟
و لا لأنها وطنه ؟ الأرض التي منحته جنسيتها؟؟؟
و إيه مفهوم الوطن و إيه مفهوم المواطنة؟؟