26‏/01‏/2013

أنا (*) حقا



قررت هذا الصباح أن أحبك، أنا في حاجه لهذا الحب حتى لوانتهى الأمر بمجموعة من التدوينات الافتراضية. اريد أن أتخلص من الشعور السخيف أننى غير قادرة على الحب.
استراحة الضبعة، شتاء 2012 ، يجلس ذوالكوفية الفلسطينى خلف منضدة حقيرة أمامه اللاب توب الإتش بي لا يكف عن الدق على لوحة المفاتيح، سجائره عبآت المقهى الخالى  سريعا بروائح الدخان......
صاحب الكوفية الفلسطينى لديه عقل سمكة و شهادة تخرج ببكالريوس وأب وأم وكمبيوتر محمول وأصدقاء و ليس لديه حياة ، هذة اشياء تعرفها لاحقا ليس من دق لوحة المفاتيح ولا من دخان السجائرهذة اشياء تعرف من حديث طويل ببديهيات غائبة و بقيود أب و أم و بضباب في الرؤية، هذة أشياء تعرف من سير ممتد، تكون على أول شامبليون ببكالريوس و كوفية فلسطينى و تصير على أخره بدون حياة.
" انا ما عنديش مشكلة ابدا مع السجاير....
" في نادى المهندسين الجرسون في الاستراحة بيروح يشرب سيجارته تحت بير السلم اللى بيبص على البحر ...و أنا في الاستراحة كنت باروح اصلى المغرب...كان بيولع السيجارة يرتاح و يرجع يضحك و أنا وقتها لو ولعت في نفسي شخصيا ما ارتاحش و أرجع اذاكر"
"أنا ما عنديش مشكلة أبدا مع المذاكرة....
كل هذا أنتهى الآن، لا أحد في هذة الاستراحة يمكنه أن يشاركنى الحديث ، إن مت هنا سأموت من الصمت لا من شىء أخر.
الأتوبيس الكبير يقف مرتخيا  كمن كان يجرى لأميال، عم كرم يبدو عليه الإعياء الشديد من طول القيادة ، يقف في البرد بالخارج حتى يظل مستيقظا ، دخان سجائره يصنع السحابات الصغيرة . بسخونة كوب الشاي في فمى مع برودة الهواء أصنع أنا أيضا سحابات مماثلة أدق و بلا رائحة .
تسريب إشعاعي، تهجير جماعي، 30 ع ، كفاية، مكتوبه بطول السور الذي يفصل الإستراحة عن الطريق العام ، الثورة في كل مكان حتى في اللامكان كهنا ،هذة ستكون استاتيوس جيدة على الفيسبوك لكن لا انترنت بالجوار ،الانترنت مع المرتدى للكوفيه الفلسطينى و أنا لن اقترب،  و لا أحد يقف إلى جوارى لأخبره الجميع بالداخل يتدفأ من البرد والجملة ستبدو سخيفة لو باتت . أنا و عم كرم نواصل تجميد أنفسنا. السماء سوداء واسعة ،خالية من النجوم و القمر هلال على استحياء لا ينير شيئا ، السيارات النقل الضخمة تصنع بهجات متفرقة بالأضواء الملونة التى رسمت بها حدودها دائر ما يدور حول جسدها الضخم لينير الجميع لبعضهم  سفر الظلمة هذا ، و الأصطدامات أيضا لا تتوقف عن الحدوث ، نظرة سريعة لعم كرم و أعرف لما لا تتوقف الاصطدامات . على كل حال لا أبالي بالموت في ليلة شتاء و في سفر بعيد لطالما حلمت بخروج من بيتنا لا يعقبه عودة لربماهذا الخروج هو الاخير.
أنا استدرك في الحكايات حتى لا أتحدث عنك و عن الحب، حتى اتغافل عن شكل ضحتك و دهشة عينيك و الجدية السريعة التى تغالب ملامحك و أنت مشغول في شيء تقوم به و تدرك بعدها عبثية الشيء ربما عبثية الحياة كلها فتضحك و تقوم به على مهل. سيكون من الصعب تذكر حواراتنا القادمة، سيكون من الصعب أن اقتبس من كلامك جمل و اضعها بين القوسين فيقرأها من لا يعرفك و لا يعرفنى بعادية و اقرأها أنا على من أعرف بشجن.سيكون من الصعب لأن جملك مركبة جدا ناقدة جدا و بلا شيء مطلق أو مؤكد ، النسبية هى الحل.
 تخيل لوآدميا لاه وقعت في يده جملى و سخر من حبى الأفلاطونى، لأجل هذا خلق الله  القتل ، سأقتله ليس على وصفه لى بالأفلاطونية، لكن على السخرية. أتمنى ألا يؤثر هذا على حبك لى ، لحظة واحدة ...أنت لا تحبنى بعد. ضع علامة (*) إن كنت تفعل أو اكتب ( اللعنة ) إن كنت لا تفعل . بأى لغة يمكننى أن أحل هذا المأزق الوجودى، اللعنة أنا (*) حقا .
عم كرم يواصل تجميدى ، المقعد خلفه مباشرة يحصل على أكبر جرعة هواء ممكنة و يقع على أبعد مسافة ممكنة من صاحب الكوفيه. الأتوبيس يقطع الطريق الممتد إلى ما لا نهاية و تفاجأنا على فترات متقطعة بهجات السيارات النقل الضخمة مباشرة أمام وجهنا

04‏/01‏/2013

جناحين والآن



إنهم يلتهمون يومى . ليبدو أن سريرى المكان المنطقى الوحيد للحياة . يا الله أنه الموعد الأسبوعى للدعاء . أعرف اننى دعوتك هذا الصباح أن يأتى الترام في موعده ولم يظهر.و أن يوجد شاى وسكر الأثنين مع بعض و لم يكن هناك شاى و السكر كان كثيرا جدا . و أن يأتى ابي بعد أن أنام و جاء مبكرا و سألنى عن العمل و الحياة المتوقفة و الكثير من خيبات الأمل . أنه الموعد الأسبوعى للدعاء الطيب ذلك الذي يشهد علينا فيه نجومك وقمرك وسمائك. اكتشفت أن لديك مجال واسع من الألوان سماء سيوة السوداء أظهرت لمعان نجومك و سماء الإسكندرية الفاتحة أظهرت قدرة قمرك حتى و هو هلال على الإضاءة . عندما تمنح تتجلى ألوهيتك وعندما تمنع يتجلى احتياجنا و ما بين التجليين لماذا ابدو مشاهدة فقط ؟ ....يا رب أريد ممارسة الحياة ....يا رب فليبدل الجميع مكانهم معى ليشعروا بما أشعر لربما يتوقفون عن ألتهام يومى
المقاول الذي رفع العمارة المقابلة في وجهى فليقف مكانى في شرفتى و يكتشف كيف حجب القمر و السماء و اضواء نادى سبورتنج البعيدة و ليقرر لاجل رفاهية ليلى الصامت أن يهدم أربع أدوار ليس لهم فائدة فعليه سيهدمهم لأجلى حتى أرى القمر أوضح
جارنا الذي يركن سيارته في صمت المدينة المهيب و ليلها الشتوى الممتع سيدرك رغبتى في سيارة سريعة تحملنى ليلا . سيصعد بحماس،  يطرق بابنا،  و يخبرنى: لقد رأيت جمالك الشاحب من زجاج سيارتى و لا يفرق معى كثيرا الهالات السوداء أسفل عينيكى ، ما رأيك بنزهة ليلية و صلاة فجر و شروق في مسجد ابن طولون بالقاهرة؟  لو انطلقنا الآن  لربما نصل هناك على الآذان الأول
الفتى المنطلق بماكينته الصينى و مهرجانه السخيف سينادى من اسفل ..." آسماء آشقى ...تحبي تسمعى ايه ؟؟ نجاة ....أم كلثوم ....و ضحكنا ضحك طفلين معا فعدونا وسبقنا ظلنا " و يترك الأطلال تهتك ظلمة المدينة
النائب السمج سيرانى صباحا قادمة ...لقد سمعت البلاى ليست على موبايلك أنها رائقة جدا ...مزاجك رائق جدا ....لا ديرتى اليوم نهائيا ما رأيك في يوم كامل في العيادة ....نكشف و نكتب روشتات ....أمراض عادية ....لاحالات حرجة ...لا طلقات نيران ....لا حوادث طارئة ...فقط مرضي يشكون على مهل
حتى جسدى فليجرب اليوم و يكوننى ....لن أخزن الدهون اليوم ...تحتاجين قطعتين  شيكولاته واحدة بيضاء و الآخرى سوداء جدا ، سأبدو لأجلك أرفع و ربما أطول لنصف ساعة كاملة ....ما رأيك في جلد أنقى ...انت الآن لست أنت ...أنت الآن اسعد
يا الله أنا اعرف أن لك حكمة ما فى ألا تتدبر أمر الترام أو الشاي و السكر أو قدوم أبي كلها دعوات سخيفة عابرة ، لكننى اعرف جدا أنك ستحقق أمنيتى الأهم ...جناحين يا رب.... جناحين على الأرض،  ليس في جنتك و لا فى سمائك.... جناحين الآن وهنا  ...
3-1-2013

03‏/01‏/2013

ما بين الذاكرة و التلميح



شيئا ما من عدم نضجه ممزوجا بتعقيدى قد يصنع حكاية رائعة ...لكنه لن يعرف
يضحك بصخب ، يلقى النكات ، يناديه الجميع، يرد على الجميع، يدون الأفكار، يعرَف البشر ببعضهم . يصلهم ويربط بينهم،  ثم ينذوى بعيدا في ركن ، صامتا حزينا،  ربما مفكرا ، و بالتأكيد مستمتعا بالوحدة ، مغالبا شوقا خفيا ربما يربطه بمكان ما ، بصوت ما بحلم قديم و بآخر ينبت.كل الأشياء المتعلقة به يصاحبها ال" ربما" لأننى لا أملك الحق في الجذم بأى شيء يخصه . ينذوى بعيدا في مساحات يصنعها لا تبدو مألوفة للكثير لكنه يجدها هكذا ببساطة دون أن يلاحظ أحدا دون لماذا و لا كيف يخترعها ، تماما كما يخترع الأمل و الحلم .....فكما يبدو أنه غائبا عنه........ هى أشياء تخترغ ليست هنا فعلا.....
اغسل أسنانى بالفرشة الجديدة تدمى جدا،  و يصبح لون المعجون الأبيض أحمر غامق،  يلوث يدى ويترك بقعة لا تنمحى . أصنع كوب الشاي و أنا اتابع سرب حمام لا يعرف كم أنا مولعة به، الكثير من الأشياء المولعة بها لا تعرف بوجودى على كوكبكم العظيم .....زرقة السماء من نافذة الحمام، أخر جملة شجية في قصة واقعية، لمحة منطقية في حوار ساذج ، ضحكة طويلة من فتاة عابرة ، و نظرة دهشة من ولد صغير سيبخل بها على عندما يكبر .
أجمع التفاصيل علها تنقذ يومى من الهلاك المحتم.
تقف على مقربة منى. اعرف أنك بعيد ، وأن أى محاولات اقتراب سيصيبها الفشل . اعرف اننى متلقية سعيدة للقدر . لا أبذل أى مجهود يذكر لتغيير مصيري المعروف ....ماذا أنا ؟ وحيدة المستقبل الجالسة أمام البحر في شقتهم القديمة بمئات الكتب التى تزيدها ارتباكا و بانصاف أحلام ومشاريع  صنعت نصف حياة واقعية ، و حيوات مديدة في الأحلام . اعرف كل هذا مسبقا فلا أحاول الاقتراب أو التصوير
هل تعلم ؟ ....أنا توقفت عن شرب القهوة إلا إذا كانت مضبوطة باللبن
صدق أو لا تصدق؟.... زال عنى الارتباك الذي كان يخلط بين صديقى القديم و محمد منير . منير فعلا مغنى مشهور موجود منفصل عن الصديق و يمكننى الاستماع إليه دون أن تهاجمنى الذكريات
حقيقة علمية : الذاكرة ليست تهمة و لا تلميحات
هزائمى الصديقة تسكن في الأركان ، رفيقة قديمة تجر عربة المشتريات في فتح الله المندرة تقف أمام الكوؤس الملونة تنتقى ألوان شتى غيرمتناسقة بيد تحمل دبلة في الشمال ....حتى الآن لا أميز بين دبلة الشمال و اليمين ...متزوجة مخطوبة لم أميز.
أمر من أمامها سريعا أعرف أنها لاحظت وجودى و مرت هى الآخرى بسرعة ما هى الهزائم الكبري التى ارتكبناها في هذة الاعوام الست ولا نريد أن  يسألنا عنها الماضي ؟
ميس مريم مدرسة العلوم استوقفتها في محل لاشيك في اللاجيتيه ....ميس مريم وحشتينى فاكرانى ....تتفحص في وجهى كثيرا و ترى أمى إلى جوارى فتتذكرنى ....أسماء ....دكتورة صح ورينى ايدك فين العريس ...
كدت اخبرها .....ورينى انتى شعرك..... فين كحكتك التقيلة و رسمتها اللى على شكل وردة..... و لكن كل شيء كان واضحا شعرها القصير، يدى الخالية من العريس، و أيضا  ضحكة منه و ماريانا ابنتيها كانت رائعة، شعرها القصير و بعض خصلاته البيضاء لم تضيع هباءا إذن ، و يؤكد ذلك أيضا ذكرياتى الطيبة تجاهها،  لو عرفت ذكرياتها الطيبة لدى لظلت سعيدة بانجازها ...كيف كانت تلقى على فتيات الاعدادى  العلوم و النصائح بأناقة  بين مدرسات يتحدثن في حصة اللغة العربية عن البطاطا باللبن و اسباب انقطاع الخلف....لكنها لم تعرف انجازها و كلماتى ضائعة بين كل سنة و انتم طيبيين ...عيد سعيد ...كأننى أؤكد لها  أن التهنئة ليست أمرا مثار جدل لدى ...أنا أهنئك أترين،  أتريدين المزيد؟..كل سنة و انتى طيبة ...عيد سعيد . تبتسم بهدوؤها المعتاد ذات البسمة التى رمقتنى بها و أنا اجمع  كتبي المبعثرة على الأرض في طريقى للدرس ...كنت مهرولة مرتبكة بحبة شباب سخيفة فوق شفتى العليا ....
ابتسمت و هى تعرف طبيعتى المتعجلة   " على مهلك "
رفعت كتاب الفيزياء عن الأرض " بالراحة الدنيا مش حتطير "
نصيحتها كانت قصيرة المدى و هدأت الحبة فوق شفتى و لكننى عدت سريعا لطيران الدنيا ومازلت
ربما لو جلست فوق سحابة هشة مع رفيقتى القديمة و مع ميس مريم لاخبرتهم عنك ...عن حماسك و وحدتك ، عن طفولتك و عن الكابتشو الذي ترفعه على أذنيك كأنك تضع العالم على الصامت . ربما لو جلسنا سويا هناك لأخبرتك أن بعضا من عدم نضجك يحلل من تعقيدى و بعضا من تعقيدى يحميك من النضج الذي يقتل الحلم و الأمل و أنت تجيد اختراعهم ربما تصنع لى مساحة معك ....لكنك لن تعرف