03‏/01‏/2013

ما بين الذاكرة و التلميح



شيئا ما من عدم نضجه ممزوجا بتعقيدى قد يصنع حكاية رائعة ...لكنه لن يعرف
يضحك بصخب ، يلقى النكات ، يناديه الجميع، يرد على الجميع، يدون الأفكار، يعرَف البشر ببعضهم . يصلهم ويربط بينهم،  ثم ينذوى بعيدا في ركن ، صامتا حزينا،  ربما مفكرا ، و بالتأكيد مستمتعا بالوحدة ، مغالبا شوقا خفيا ربما يربطه بمكان ما ، بصوت ما بحلم قديم و بآخر ينبت.كل الأشياء المتعلقة به يصاحبها ال" ربما" لأننى لا أملك الحق في الجذم بأى شيء يخصه . ينذوى بعيدا في مساحات يصنعها لا تبدو مألوفة للكثير لكنه يجدها هكذا ببساطة دون أن يلاحظ أحدا دون لماذا و لا كيف يخترعها ، تماما كما يخترع الأمل و الحلم .....فكما يبدو أنه غائبا عنه........ هى أشياء تخترغ ليست هنا فعلا.....
اغسل أسنانى بالفرشة الجديدة تدمى جدا،  و يصبح لون المعجون الأبيض أحمر غامق،  يلوث يدى ويترك بقعة لا تنمحى . أصنع كوب الشاي و أنا اتابع سرب حمام لا يعرف كم أنا مولعة به، الكثير من الأشياء المولعة بها لا تعرف بوجودى على كوكبكم العظيم .....زرقة السماء من نافذة الحمام، أخر جملة شجية في قصة واقعية، لمحة منطقية في حوار ساذج ، ضحكة طويلة من فتاة عابرة ، و نظرة دهشة من ولد صغير سيبخل بها على عندما يكبر .
أجمع التفاصيل علها تنقذ يومى من الهلاك المحتم.
تقف على مقربة منى. اعرف أنك بعيد ، وأن أى محاولات اقتراب سيصيبها الفشل . اعرف اننى متلقية سعيدة للقدر . لا أبذل أى مجهود يذكر لتغيير مصيري المعروف ....ماذا أنا ؟ وحيدة المستقبل الجالسة أمام البحر في شقتهم القديمة بمئات الكتب التى تزيدها ارتباكا و بانصاف أحلام ومشاريع  صنعت نصف حياة واقعية ، و حيوات مديدة في الأحلام . اعرف كل هذا مسبقا فلا أحاول الاقتراب أو التصوير
هل تعلم ؟ ....أنا توقفت عن شرب القهوة إلا إذا كانت مضبوطة باللبن
صدق أو لا تصدق؟.... زال عنى الارتباك الذي كان يخلط بين صديقى القديم و محمد منير . منير فعلا مغنى مشهور موجود منفصل عن الصديق و يمكننى الاستماع إليه دون أن تهاجمنى الذكريات
حقيقة علمية : الذاكرة ليست تهمة و لا تلميحات
هزائمى الصديقة تسكن في الأركان ، رفيقة قديمة تجر عربة المشتريات في فتح الله المندرة تقف أمام الكوؤس الملونة تنتقى ألوان شتى غيرمتناسقة بيد تحمل دبلة في الشمال ....حتى الآن لا أميز بين دبلة الشمال و اليمين ...متزوجة مخطوبة لم أميز.
أمر من أمامها سريعا أعرف أنها لاحظت وجودى و مرت هى الآخرى بسرعة ما هى الهزائم الكبري التى ارتكبناها في هذة الاعوام الست ولا نريد أن  يسألنا عنها الماضي ؟
ميس مريم مدرسة العلوم استوقفتها في محل لاشيك في اللاجيتيه ....ميس مريم وحشتينى فاكرانى ....تتفحص في وجهى كثيرا و ترى أمى إلى جوارى فتتذكرنى ....أسماء ....دكتورة صح ورينى ايدك فين العريس ...
كدت اخبرها .....ورينى انتى شعرك..... فين كحكتك التقيلة و رسمتها اللى على شكل وردة..... و لكن كل شيء كان واضحا شعرها القصير، يدى الخالية من العريس، و أيضا  ضحكة منه و ماريانا ابنتيها كانت رائعة، شعرها القصير و بعض خصلاته البيضاء لم تضيع هباءا إذن ، و يؤكد ذلك أيضا ذكرياتى الطيبة تجاهها،  لو عرفت ذكرياتها الطيبة لدى لظلت سعيدة بانجازها ...كيف كانت تلقى على فتيات الاعدادى  العلوم و النصائح بأناقة  بين مدرسات يتحدثن في حصة اللغة العربية عن البطاطا باللبن و اسباب انقطاع الخلف....لكنها لم تعرف انجازها و كلماتى ضائعة بين كل سنة و انتم طيبيين ...عيد سعيد ...كأننى أؤكد لها  أن التهنئة ليست أمرا مثار جدل لدى ...أنا أهنئك أترين،  أتريدين المزيد؟..كل سنة و انتى طيبة ...عيد سعيد . تبتسم بهدوؤها المعتاد ذات البسمة التى رمقتنى بها و أنا اجمع  كتبي المبعثرة على الأرض في طريقى للدرس ...كنت مهرولة مرتبكة بحبة شباب سخيفة فوق شفتى العليا ....
ابتسمت و هى تعرف طبيعتى المتعجلة   " على مهلك "
رفعت كتاب الفيزياء عن الأرض " بالراحة الدنيا مش حتطير "
نصيحتها كانت قصيرة المدى و هدأت الحبة فوق شفتى و لكننى عدت سريعا لطيران الدنيا ومازلت
ربما لو جلست فوق سحابة هشة مع رفيقتى القديمة و مع ميس مريم لاخبرتهم عنك ...عن حماسك و وحدتك ، عن طفولتك و عن الكابتشو الذي ترفعه على أذنيك كأنك تضع العالم على الصامت . ربما لو جلسنا سويا هناك لأخبرتك أن بعضا من عدم نضجك يحلل من تعقيدى و بعضا من تعقيدى يحميك من النضج الذي يقتل الحلم و الأمل و أنت تجيد اختراعهم ربما تصنع لى مساحة معك ....لكنك لن تعرف


هناك تعليقان (2):

الست فرويد يقول...

لا تكفى ابدا عن الكتابة

مرورى من هنا دائما يصنع لحظة مميزة لا تتكرر كثيرا

مودتى

كلام وخلاص يقول...

حقيقي متشكرة للتعليق ....الكتابة الفعل الوحيد اللى بيربطنى بالحياة ...انتى انقذتى يومى