30‏/01‏/2009

للفرح أسباب


يمد الله القاهرة لأعلى...تستحق القاهرة لقب أطول عاصمة مقارنة بعرضها.

من الأحلام التي تلازمنى أن أرى الأرض وحدة كاملة فوق سحابة ..توتالة بتفاصيل ذائبة.

أرضى بتحقيق الحلم قطّاعي حققت لي كباري القاهرة جزء وبقي أن أرى الاسكندرية من فوق أحد أعمدة كوبري ستانلي.

بما أني لم أرى سوي كوبري ستانلى وكوبرى عصافرة ميامي تخيلت نفسي ريفية ترى البندر لأول مرة و رحبت بالانبهار فلم اجربه منذ زمن.

لم تكن هذه الزيارة الأولى للقاهرة ؛ لكنها الاولى لى فرداني بدون ابى وامى أو احد اصدقائى المقربين .

أنا من عشاق القاهرة القديمة التي تطالعنى من خلف زجاج الاتوبيس مغلفة..عميقة ببعد عمرها.

في معرض الكتاب ..قاومت اكثر مما اشتريت ...تعلمت الكثير... فالأمر يستحق الاعداد قبله بزمن.
بدوت متوترة وافكر كثيرا ؛ لكن بصدق شعرت من داخلي براحة لذيذة فأنا اتجول بين كل هذه الكتب وسأخذ منها ما احب.

تأكد احساسي أننى سأكون اسعد واكثر فعالية في المجتمع لو فتحت مكتبتى الخاصة .

من الصدف السعيدة أن سلمنا على محمود عزت ...لولا شريف كان معى وقتها لم اكن اعرف ما أقول غير أنى احب مدوناته بحق .

وعلى طريقة اعلانات سلاح التلميذ.... بشرى سارة للأطباء طالعوا مدونته


ك
Prophylaxis
يا سادة

فبعد محاضرة آداب المهنة في الشرعي ونوعية القضايا التي شرحتها الدكتورة ...الأطباء مصدر جيد

لتحل ازماتك المادية فقط ارفع دعوى على طبيبك وطالبه بالتعويض.

على عكس المتوقع ساعة الملاهي من اهدى اوقات الرحلة فقط لأن المسجد مفتوح ولم يدخله احد .

ختامه مسك لعيون الحسين وخان الخليلى ...لا حسين لا القاهرة كما قال زميلي الذي شفي من فوبيا القراءة بعد صفحتين من أن تكون عباس العبد

كان لابد أن اسافر القاهرة لاتعرف على سارة فتاة الألمانى المرحة 3 سنين مع بعض في اسكندرية ولم اعرف روحها الطيبة

يكفي انها على استعداد ان لا تعمل وتقعد في البيت اذا تزوجت من اراد ذلك .

اصروا على الجلوس في الفيشاوى ....معلوماتى الوحيدة عنها انها قهوة محفوظ الاثيرة

في الملاهي هربت من البنات كى لا أصور أو اتصور....الكاميرا انتظرتنى فى الفيشاوى....طلب منى اثنين أن التقط لهما صورة

دعوت الله أن يكون ما بينهم حقيقى كما صورته لى الكاميرا وهو يحاسب القهوجى اوصى الفتاة أن تحافظ عليه لانه رجل ...لاحظت أن ال

tip

الذى دفعه يستحق

في الرجوع ...القاهرة ظهرت اوضح ليلا ...تلاشى غلاف التراب وان ظل زجاج الاتوبيس موجود ...توازى مكافىء أن اسمع زحمة بلاك تيما

و الاتوبيس يشق طريقه في الزحام المتوقع

(اسألنى عن كبارى نايمة تحتيها العيال

اسألنى ع الغلابة واسألنى ع التقال)

وكتوضيح عملى مر رنا بجوار الهيلتون (التقال) و خلفه السيدة العجوز التي تبيع مناديل الورق كوم آدمى ضئييييل (الغلابة)

اسكندرية حقا لا تعرف الزحام إلا فى الصيف عندما ينورها_بجد والله باحس انها فعلا جميلة والناس كلها بتحبها_ القاهريون

سارة رجعت اسكندرية بشال ونقش حنة على يدها لتذكرها بالرحلة ورجعت أنا بشهية جيدة وجرعة حب مضاعفة للاسكندرية ...

شارع البحر الذي يحبه الجميع وقبلى وسكة حديد التى لا يعرفها الجميع بزحمتها المقلدة وتكدسها

والحنة لم ارسمها على يدى لكن في ذاكرتى عن القاهرة وساعاتى القليلة بها احببتها و كفتنى

17‏/01‏/2009

الهند

يطير العجوز عن الأرض في جلسته القرفصاء ويبقى عاليا.. يتمتم بتعاويذه ليهبط بسلام دون أن يستأثر بأنتباه الأشقر(دايف)
وهو يرمي بقروشه القليلة التي يلتقطها قرد يقفز من فوق حقيبته الرياضية ماركة اديدس .يسرع (دايف) في إثر صديقه الهندى مخلفا ورائه ضحكاته الساخرة
(القروش لقردك لأنه تذكرني وليس لك أيها العجوز) تحدث بهندية متلعثمة لكنها أوفت بالغرض.
لايريد أن يغيب صديقه الهندي(مارو) عن ناظريه .استطاع أن يعلّم الشوارع التي مر بها أثناء زياراته المتكررة للهند .
صورتها ذاكرته لتسعفه بتفاصيلها و كأنه أحد سكانها الأصليين.
إلا هذا السوق بمداخله المتعددة وبضائعه المختلفة. أفاعي تتحرك على انغام شرقية .
فتاة بجسد واحد ورأسين احداهن لا تضحك أبدا وتبشر بخبر سار والآخرى تضحك دوما وتحذر من شر قادم.
اقزام بشعور سوداء ناعمة طويلة ولامعة .يأتي السائح ليختار شعره المستعار بنفسه .
ينتقي قزم يقص شعره طواعية يغسلوه امام عينيه ويصففوه باروكة في الحال.
السحر يباع هنا كالخضروات والفاكهة ولكل سعره .يفضل الهنود قراءة الكف لدى كاهن المعبد ....ففي رأيهم الأصدق
ويحب السائحون الغجرية بخفة ظلها ودمعة الحناء الحمراء بين حاجبيها والتي تؤكد بمناسبة وبدون مناسبة أنها نقطة دم حقيقية
للحوت الأزرق الوحيد الذى زار الهند وخاتمها الفيروزي تقبله ليخبرها بماضي من يعجبها ستقرأ ما يدور بعقله كهدية مجانية على قراءة الكف.
تتجول الأرواح في الهند بكل أريحية .هناك من يخاف عليها فيمشي وامامه مكنسة يزيح بها الأرواح الحائرة التي سكنت اجساد الحشرات الصغيرة.
وهناك من يبيع حكاياتها واعذبهم الضريرة بصبيها ذو الوجه البرىء .لم يستطع احد مقاومة الشفقة التي تشمله عندما تستوقفه
لتحكي ...تتغنى بملحمة (المهابهاراتا) حيث كفاح السلالة العظيمة يصبرها على الهموم......
ما يوجد هُنا، قد يوجد في مكانٍ آخر
ما لا يوجد هُنا، لن يوجد في أي مكان آخر
تزعم أنها أخر أفراد السلالة وتلقنهم حكمة جدها الكبير كورو...فالنعمة الكبرى أن تصل الارواح للموشكا(التحرر)
لتفتش عن الأرثا (الغرض) الذي خلقت من اجله وحاول أن تحققه بالكاما(المتعة) لتصل للدارما (الحق) وهو الغاية.
تبقي الزبائن من حولها ......تقف وتسمع وتستمتع وتطلب المزيد,والمزيد دوما بمقابل... مال ..طعام...أى شىء مقبول.
من الشروط الواجب توفرها في من يدخل السوق ايمانه العميق بوجوده ونفسه فهناك من سيقنعه أنها ليست المرة الأولى له على الأرض
...أو لطيبة روحه استبدلت مع طائر الكنارى الأحمر فيجب أن تشتريه لتبقى روحه بالجوار
بالطبع لن يصدقه إلا عندما يسمع الطائر يدندن باغنيته المفضلة ويحدث الجميع بنبرة الحكيم بأحلى الجمل التى قرأها
وسيصل العجب قمته عندما يخبره بأسماء اصدقائه وترتيب اهميتهم فليحرص ألا يكون احدهم إلى جواره.
كل هذا السحر محى أى معالم ثابتة للمكان. اخبره صديقه الهندى بأنه لا سحر في الملامح الثابتة.
فعند أى مدخل للسوق يمكنك أن تجد من يطير ليبهرك و مع خروجك ستجد من يقنعك أنك فقدت روحك بالداخل .
يختلف الحضور قصرا وطولا رفع وسمنة وتبقى بشرتهم الداكنة بعيونهم الواسعة والساري ذى الألوان الزاهية
تذكرك أنهم جميعا هنود ورواج السحر في اسواقهم يأكد لك أنها لم تسمى بلد العجائب من لاشىء.
لحق الأشقر بصديقه وهو يخرج من السوق ويحثه على الأسراع ليصلوا لبيت ابيه فى الموعد المحدد.اخبره بلهجة هوليوودية (انها الليلة الكبيرة)
اعتبر الأمريكى الأشقر (دايف) الهندى (مارو) لغز من أول يوم شاركه السكن في شقتهم المأجرة بنيويورك .
مارو مهندس الكترونيات من اصحاب الوزن الثقيل يدلل الحاسب الآلى كطفل صغير وبالهدوء الذي واجه به حكيمهم غاندى الانجليز
ورشاقة اصابعه يلين اعقد الاعطال ؛على سيمفونيات موزارت ابتكر برامجه التي جعلته ماركة مسجلة لأى شركة يعمل بها .
يقضى وقت فراغه مابين التأمل باليوجا والتسكع في حانات نيويورك الصاخبة . .دايف عرف أن لغز مارو منبعه أصله .
الهند الذي يكفي ذكرها امام مارو فلا ينقطع الحديث بينهم. يبدأ كالعادة بالتندر على أحد المآسي التي تقدمها بليوود
والأغاني التي يشدوا بها البطل كل نصف ساعة ؛إلى الحكيم الهندي طاغور الذي قال.. لا يهمني من يحكم شعبي مادمت أنا الذي أكتب أغانيه ؛
للمهاتما غاندي الذي يهمه بالطبع من يحكم .لحكم القوة والاقتصاد المسيطر على العالم وثقافة الأهيمسا (ahimsa)او اللاعنف الغير مجدية
لعقلية دايف وهو يسأله بتهكم كيف سيمنع صمتي الطلقات أن تمزق جسدي؟!........ليتمسك مارو بأقصي درجات الاهيمسا وهو يؤكد نجاحها
فالهند الآن دولة مستقرة .....وبخلطة مناظرات الأنتخابات الأمريكية يصعّد دايف الأمر إلى أن أختلال موازين القوى كان اتجاه الفترة
وبداية اثبات امريكا لوجودها و عدم استقرار الأمور في انجلترا ذاتها ليأتي اليوم لتغيب الشمس عن أراضيها
ولا يعني ذلك أن تكون سياسة اللاعنف هى السبب.ويظل مارو متشبثا بمسيرة الملح كمثال على جدوى الاهيمسا فبدون ضربة واحدة
استطاع غاندى أن يثني بريطانيا عن احتكارها لتصنيع الملح لتكون معاهدة نيودلهى وقتها شاهد أن البحر للجميع فليستخرجوا منه ماشاءوا .
لينتهى حديثهم عن الديموقراطية التي اثبتت مرونة لتطبق في دولة كالهند بها نسبة أمية عالية.كان يدافع مارو في البداية وينبهه باستمرار
إلى المهندسين الهنود المطلوبيين بشدة في بلده وان الهنود شعب يحاول ويصنع الفرص.واخر هذه الفرص التي توصلوا لها هو اطلاق الصاروخ
والذي لاجله جاء ماور و دايف اليوم للهند ليشهدوا هذا الحدث الهام مع أسرته. استقلوا الحافلة ليصلوا سريعا وفي طريقهم إلي قرية أبيه اوقفت الحافلة
بقرة تستجم ولا يستطيع احد تحريكها ليضحك دايف من أم العجائب التي يُحرم احد عباقرتها من متابعة اطلاق الصاروخ الاول بسبب بقرة

13‏/01‏/2009

من الأخر

مرت الساعات القليلة الماضية بثقل . شعر بالاختناق من انتقام الدقائق البارد. تتمدد وتتسع لتلتهم اعصابه المهترءة بذاتها.
لا تسعفه ذاكرته بكامل التفاصيل . بدت مهزوزة كفيلم سيء التصوير .
حاول أن يستجدي قوته ليثبت خاصة امام هؤلاء لكن نظراتهم الفاحصة قلبته وعرفت مداه .
اسعفته بقايا قوة أن يبقي نبضه تحت حد الصوت ؛ لكنها بدت في أذنيه قنابل مدوية تنفجر واحدة تلو الآخرى
تخللتها حشرجة من كتلة إلى جواره لرجل مقيد معه في حلقة حديد تكتم تنفسه .
(انت هنا ليه؟) .
حاول أن يخرج صوته طبيعا لكن حنجرته خانته ليبدو مجهدا مهزوما ومادة جيدة للسخرية

تلقفها كل من بالعربة ليخرج ما في جعبته من نكات لا تقال إلا هنا وكل منهم يتفاخر بخبرته وطول تمرسه ويحقّر من سذاجة الشاب وسبقته الأولى .
ارعبته الجملة فكر لو أنه اغمض عينيه وفتحها سينتهي الكابوس؛
ويجد نفسه في أى مكان أخر لكن الصورة لم تتغير كأنها احتلت عينيه .جلس امامه رجل بلحية نافرة فوقها سيجارة يطبق عليها بأسنانه الصفراء

ويتبادلها فى الخفاء مع أخر تطل عينيه للداخل .
عندما لمح العسكري تدخينهم نهرهم بتصنع تحول إلى نصح حميمي و صاحب العينين الغائرة يلكزه بواحدة مؤكدا أنها سادة .

الهدوء الذي اشاعته دورة السجائر بينهم ودخانها الكثيف غلف صورتهم امام عينيه واعطاها مساحة لتلتقط بعض المشاهد السابقة.
تذكر يديه وهي تضع المحمول في جيب الجاكيت الاسود وتمسك ملف منسق به اوراق انيقة حافظ عليها بمبالغة لم يتوقعها من نفسه.
تذكر بعدها أياد متتابعة امتدت للجاكيت الاسود كأنها تقتل حشرة.لكنه ليس حشرة فرجع للوراء قليلا لتضىء اللقطة بالتدريج.
حضر مبكرا قبل الميعاد بساعة و كالعادة وجد من سبقوه بدوا جميعا نسخ مكررة منه بدلة سوداء انيقة وذقن حليق وملف منسق.
ملامحهم مشوشة لكنها جميعا بعيون تجذبها الأرض على الدوام وتسترق النظر لما امامها.

موظف الاستقبال السمج كان ينظر بحيوانية لزميلتهم الغير محجبة وهى تقدم اوراقها ويعنف المحجبة بأن اوراقها غير مكتملة لتعمل في شركة محترمة.
ردت بجرأة_خسفت بامكانية وصول اوراقها الارض_ أنه مجرد موظف يجمع الأوراق لا يقيمها. لمحهم يضعون ورق نقدي داخل الملفات عند التسليم لم يدري أي فئة .
ظن نفسه كريما عندما وضع عشرة جنية لكنها الموظف من قلبه (التسعيرة من خمسين يا استاذ)

لم يناقشه واعطاه ما يريد .(اما انت بجح اوى كده بيحطولك الفلوس في الملف ليه!)
بالطبع كتمها وسمح لمن بعده بالمرور. اعاده المقيد إلى جواره بنغزه قوية في جنبه وهو يعزم عليه بنفس
لم يفكر واخذها بهدوء........ سحب............ اختنق ما بقى لديه من انفاس............ سعل بقوة وارتاح .
في المرة الثانية احرق مشهد ضربه ونفثه دخان معبأ باللكمات والمرارة والركل والزخم .
الآن يمكنه أن يضيف قدرته على التدخين بجانب بكالريوس التجارة تقدير جيد جدا الذي اقنعه بقدرته على التعامل بالأرقام والحسابات .

والانجليزية التي كرهها في الثانوي لكنه تحايل على الدورات التدريبية حتى انهاها .اجاد الايطالية من الدردشة. لم ينس دورات الحاسب لتكتمل الوجبة وتصبح دسمة
تستسيغها الشركات التي يتقدم للعمل بها.ظن أنها هلاوس ما بعد السيجارة الأولى عندما توقف البوكس أمام كنتاكي ليشتري العسكري للمراهق الذي يجلس امامه دون قيود.

بعد أن اخرج الفتى كارت ابيض قرأه العسكري؛ حمل اليه اعتذار الضابط عن عدم وجود مقعد خال في مقدمة البوكس وان بقائه هنا مؤقتا حتى يصلوا.
بدأ الشاب بالضحك وهو يصيح بصوت عال اخيرا افتكرت . الكارت هو السؤال والجواب هو مفتاح اللغز وحل السر . أخر من وصل الشركة لم يشبههم ولم يحمل ملف .
الكارت اوقف له الموظف واخرج المدير من مكتبه وفرقهم
وبختامية مستفزة(مروا بعد 6 شهور عشان النتيجة وتسليم الملفات ).

وكماء راكد متراكم خلف نسيج عنكبوت اندفع الشاب للتنفيس ليس إلا يعلم مسبقا ان صاحب الكارت اخذها وان كل هذه الطقوس للعرض؛
ورق سوليفان للدعاية . أراد فقط ملفه والخمسين جنية. لم يلتفت إليه الموظف فاقتحم مكتب المدير ولم يميز بعدها ايدي رجال الأمن من اوراقه المتناثرة تحت اقدامهم .
ليفيق في البوكس. دفع والده الكفالة وخرج إلى جواره كتلميذ مشاغب ازدحمت بصدره سنواته السادسة والعشرون وهى مازالت تدبر شؤنها بولى الأمر .
لم يجد المحمول و لا الخمسين جنيه . أعطى ما بقي من ملفه لوالده و مشي في الأتجاه المعاكس .
سأله ابيه ( على فين؟)
أخبره بجدية (ادور لى على كارت)

10‏/01‏/2009

بالتفصيل

كل من اجاد تقدير اللحظة فهو مبدع . الرحلة تبدأ من حساسية مرهفة تلتقط التفاصيل الجيدة التى تستحق أن نحتفظ بها
والتى ليس من الضرورى ولا البديهى أن يلاحظها الجميع لكن ادراكها يغذى يومك ويكسبه اهمية
اظن انها كفيلة بدفع الندم ولو مؤقتا على طرحه من عمرك . واحدة من صفات الحساسية المفرطة انها لا تحتمل بقائها مجهولة ومهملة
لا بد من اعلام الجميع بوجودها ( انا وان كنت هنا باستمرار لا اُرى ) و وجودها من وجهة نظرها سبب وجيه لان تُرى دائما ؛
الى جانب رغبتها المصرة فى السريان والشمول فما تعرفه جيد بما فيه الكفاية ليعرفه الجميع
و للتوضيح لابد من تطبيق عملى على ثلاث خطوات تثبيت اللحظة ....قصها بمنطقية .....الاحتفاظ بها بشكل ما مع ابقاء كافة حقوق النشر و التوزيع
التثبيت ...عملية نشطة بمجهود مضاعف لتلم بكافة جوانب اللقطة فتبدوغنية على بساطتها بها الكثير لكن في موضعه باناقة لا حذف لا اطالة
كالبحث عن المشاعر البخيلة المستترة خلف جدار الاحداث و التفاصيل الغير المرئية خلف زجاج شفاف مغطى بطبقة رقيقة من بخار مكثف
تصنعها خلفيتك السوداء عن الآخرين الذين تلقاهم مصادفة يصطدمون بكتفك وتتأفف من لامبالاتهم عند الاعتذار
الخلفية السوداء صفحة
blank
قابلة للملىء باى شىء انت و خيالك جميعها مشاعر وتفاصيل تستحق الرصد والتفكير
لان عمرك القصير لن يتيح لك جديا ان تعيشها جميعا او ان تعيشها كما يجب فمرحبا بالحياة الافتراضية كبديل متاح
القص ...تحتاج يد ترزى خبير قادر على تجسيدك قماش لتظهر من اشكالك المحتملة وقوالبك المتوفرة ما تريد وحسب
هذه المرحلة بسيطة لان مهما بلغت الخبرة فلن تقص سوى ما ترى حتى وان اردت المزيد من التفاصيل او الاخرى المغايرة
فلن تعطى افضل مما تملك ف للعين عقل لا ترى الا ما يدركه
الحفظ اخيرا وليس اخرا وله اشكال متنوعة :
1_ كأن تحفظها جزيئات متجمعه فى وجود مادى طابعة انعكاسها الضوئى على نيجاتف كاميرا تبصره
وتشركك معها فى قطع ورقية ملونة من جانب واحد بتفاصيل لحظتك ...حرصك على الالوان سلاح ذو حدين ..
.نقطة فى صالحك فالالوان تغنى الصورة وتترجم مشاعر متنوعة بتنوع الالوان وتدرجها
ونقطة فى غير صالحك لانها تفرض طابع مادى محدد غير مرن للمشاعر
يمكن تجنبه بلولنين محايدين ابيض واسود كافيين للتمييز بين حدود الاشياء ومساحتها وتاركين للمتلقى حرية التخيل واللعب بالالوان
بالتالى خبرات اكثر فى المشاعر وتجريبها كما ان للابيض والاسود جانب كلاسيكى محبب فهذه لقطة مضت ومازلت تستمتع بها
2- او تحفظها حروف التصقت بقوة العقل والادراك واحيانا العادة فى كلمات ترصها بعناية وتتركها تسيل فتخط مكان وحدث ومشاعر
وفى المفاضلة بين الصورة والكلمة ترى ان الصورة تحفظ الشعور بوجوده الشكلى الذى اثر من الاصل على المبدع
وجود المادة ثابت هنا وان قص بحرفية سيحتفظ بقدر كبير من دلالته وتظل هذه الدلالة تنتقل من شخص لاخر
وتحرص ان يصل شعور واحد مماثل لاثنين من كل مائة شاهدوا الصورة
فى حين الكلمة تحدد الشعور بادراك المبدع وقدراته وكل ما كانت ( بوجه عام ) وتفهم على ( اكثر من معنى ) فتترجم على ( اكثر من شعور )
كل ما حققت هدفها فى الاحتفاظ باللحظة والتى مجددا لابد ان تكون جيدة بما فيه الكفاية لتستحق هذا العناء
ولا تصدر لتكون استعراض سيركى لمفردات الكاتب وقدرة على عدم تكرار نفس الكلمة فى جملة واحدة
حتى وان اقتضى الامر فليأتى بالجديد اوالجيد او ليأتى بمفردات وخلاص
و لتصف كاتبها بضمير هادىء انه مبدع
تلك الكلمة التى يتأكد لدى شعور قوى انى لن اوصف بها _على الاقل اليوم _خاصة بعد كتابتى لهذه السطور

09‏/01‏/2009

حلقة مفرغة

تتابع باهتمام عين الجالس امامها وهو يلتهم اوارقها ويفك طلاسم الخط العصبي السريع .
هي لاتكرهه ؛ لكنه ليس بصديق . معرفتهم لقاءات متباعدة ...
دقائق متناثرة في فضاء أيامهم ما قبلها فراغ وما بعدها فراغ
لا نقاط واضحة لتصلها فتظهر صورة ذات معنى تشكل ما بينهم .

تحتار في مقارنتها به وعلى عكس توقعها تجنيب العوامل المشتتة زاد الأمر صعوبة

...نفس العمر والدراسة والهوايات ...تتربص لميزة واحدة لترجح بها كفتها فتفضل نفسها وتستريح .

هو بدوره لا يريح ...وجه مقنع ..ايماءات مقتضبة لا تفي بالغرض ... عينه الصامتة تزيد المفاضلة صعوبة .
هي لا تغير منه ..الغيرة ندية وتطاحن وما بينهم مغاير متردد
كشد الحبل لديها القوة احيانا لتستحوذ على الطرف الأطول

فتنعم بالقليل من الراحة تسرى فى اصابعها فتضعف ويتحرك الحبل باتجاهه .

لا تنكر انها تحب كلماته وأن الامر يأخد لديها أبعاد نفسية كامنة
تعبر عن نفسها في فلتات لسان بواحدة من تعبيراته التى تراها جديدة وطازجة وتستحق التجريب باستمرار
ولا تنكر انها فكرت جديا أن تريح خطها العصبى بعد ما قرأت له .

القراءة له لعبة بمستويات متصاعدة ورصيد تحصّله لنفسها بدءب و صبر


فمرة كهاوية ...طقس ناعم ..كأن تفرد جسدها على سطح الماء وتترك امر حملها لتوتره السطحى

فتنعم بتلذذ بمجهوده وعصارة افكاره وسهره

وترتفع مستوى وبقلم احمر وفوقية لامبالية سوى بمتعتها الشخصية

تصنف ما يكتب إلى ( امتعنى ) و (غير ذلك) متجاهلة القواعد لانها من يملك الخط الاحمر .
وترتفع مستوى لتضيف رؤيتها _التى طالما ظهرت لها مسطحة فاقدة للبعد الثالث _و

وتعيد صياغة كلماته متحايلة على ( الافكار على قارعة الطريق ) ليبدو عملها نسخة اولية

خام عمله الاصلى ...نيجاتف لم يحمض بعد لصور شوهدت من قبل

وبعدها تزداد رغبتها في أن تريح الخط العصبى السريع .

وفي فترات اكتئابه المتزايدة لا تجد كلماته لتلعب فترتجل وتعطيه ليقرأ ...
انهى الورق وعلى ظهره اعاد صياغة ما كتبت بقلم احمر وخط عصبى سريع

03‏/01‏/2009

عن بهية




الفترة السوداء.....فترة غريبة لم تمر حارتنا بمثلها فيما سبقها وفيما تلاها .
لعل خير ما وصفت به ما قالته عنها أم فهيم الكوّاء : إنها قد مسها سبعة شياطين
ولا انسى يوم سألت صديقا من أهل العمر والخبرة
- ما هذا الذي يجري تحت أعيننا؟
فأجابني الرجل بأسى:
الظاهر أن الأزمنة التي تمر بالناس تمرض, وتموت مثل بقية المخلوقات.
والغريب أنه لم يعد منكر يخفى على أحد ولم يعد أحد يخجل من الجهر بسوء.
وسمعت أم بسيمة الداية تقول ساخرة :سنرى الفاسقين عرايا تحت الشمس ونشهد اللصوص وهم يسرقون في حراسة العساكر
وفي كل يوم نستسلم تاركين التيار يجرفنا , وكلما عضنا الندم هربنا إلى ذكريات الماضي الجميل.

السهم ..............نجيب محفوظ




القمع؛ الفقر؛الظلم؛ اليأس من المستقبل..غياب أى هدف قومي.

المصريون يئسوا من العدل في هذه الدنيا فصاروا ينتظرونه في الحياة الأخرى !..
ما ينتشر في مصر الآن ليس تدينا حقيقيا ؛ وإنما اكتئاب نفسي جماعي مصحوب باعراض دينية!..

شيكاغو.............علاء الأسواني


بمناسبة امتحان نهاية الرواند
استنتج ارتباط احصائي رقمي بين:
1- ميعاد تجديد قانون الطوارىء و حدوث احتقان بين المسلمين والمسيحيين

2-مقتل الضابط وفتح المعبر