10‏/01‏/2009

بالتفصيل

كل من اجاد تقدير اللحظة فهو مبدع . الرحلة تبدأ من حساسية مرهفة تلتقط التفاصيل الجيدة التى تستحق أن نحتفظ بها
والتى ليس من الضرورى ولا البديهى أن يلاحظها الجميع لكن ادراكها يغذى يومك ويكسبه اهمية
اظن انها كفيلة بدفع الندم ولو مؤقتا على طرحه من عمرك . واحدة من صفات الحساسية المفرطة انها لا تحتمل بقائها مجهولة ومهملة
لا بد من اعلام الجميع بوجودها ( انا وان كنت هنا باستمرار لا اُرى ) و وجودها من وجهة نظرها سبب وجيه لان تُرى دائما ؛
الى جانب رغبتها المصرة فى السريان والشمول فما تعرفه جيد بما فيه الكفاية ليعرفه الجميع
و للتوضيح لابد من تطبيق عملى على ثلاث خطوات تثبيت اللحظة ....قصها بمنطقية .....الاحتفاظ بها بشكل ما مع ابقاء كافة حقوق النشر و التوزيع
التثبيت ...عملية نشطة بمجهود مضاعف لتلم بكافة جوانب اللقطة فتبدوغنية على بساطتها بها الكثير لكن في موضعه باناقة لا حذف لا اطالة
كالبحث عن المشاعر البخيلة المستترة خلف جدار الاحداث و التفاصيل الغير المرئية خلف زجاج شفاف مغطى بطبقة رقيقة من بخار مكثف
تصنعها خلفيتك السوداء عن الآخرين الذين تلقاهم مصادفة يصطدمون بكتفك وتتأفف من لامبالاتهم عند الاعتذار
الخلفية السوداء صفحة
blank
قابلة للملىء باى شىء انت و خيالك جميعها مشاعر وتفاصيل تستحق الرصد والتفكير
لان عمرك القصير لن يتيح لك جديا ان تعيشها جميعا او ان تعيشها كما يجب فمرحبا بالحياة الافتراضية كبديل متاح
القص ...تحتاج يد ترزى خبير قادر على تجسيدك قماش لتظهر من اشكالك المحتملة وقوالبك المتوفرة ما تريد وحسب
هذه المرحلة بسيطة لان مهما بلغت الخبرة فلن تقص سوى ما ترى حتى وان اردت المزيد من التفاصيل او الاخرى المغايرة
فلن تعطى افضل مما تملك ف للعين عقل لا ترى الا ما يدركه
الحفظ اخيرا وليس اخرا وله اشكال متنوعة :
1_ كأن تحفظها جزيئات متجمعه فى وجود مادى طابعة انعكاسها الضوئى على نيجاتف كاميرا تبصره
وتشركك معها فى قطع ورقية ملونة من جانب واحد بتفاصيل لحظتك ...حرصك على الالوان سلاح ذو حدين ..
.نقطة فى صالحك فالالوان تغنى الصورة وتترجم مشاعر متنوعة بتنوع الالوان وتدرجها
ونقطة فى غير صالحك لانها تفرض طابع مادى محدد غير مرن للمشاعر
يمكن تجنبه بلولنين محايدين ابيض واسود كافيين للتمييز بين حدود الاشياء ومساحتها وتاركين للمتلقى حرية التخيل واللعب بالالوان
بالتالى خبرات اكثر فى المشاعر وتجريبها كما ان للابيض والاسود جانب كلاسيكى محبب فهذه لقطة مضت ومازلت تستمتع بها
2- او تحفظها حروف التصقت بقوة العقل والادراك واحيانا العادة فى كلمات ترصها بعناية وتتركها تسيل فتخط مكان وحدث ومشاعر
وفى المفاضلة بين الصورة والكلمة ترى ان الصورة تحفظ الشعور بوجوده الشكلى الذى اثر من الاصل على المبدع
وجود المادة ثابت هنا وان قص بحرفية سيحتفظ بقدر كبير من دلالته وتظل هذه الدلالة تنتقل من شخص لاخر
وتحرص ان يصل شعور واحد مماثل لاثنين من كل مائة شاهدوا الصورة
فى حين الكلمة تحدد الشعور بادراك المبدع وقدراته وكل ما كانت ( بوجه عام ) وتفهم على ( اكثر من معنى ) فتترجم على ( اكثر من شعور )
كل ما حققت هدفها فى الاحتفاظ باللحظة والتى مجددا لابد ان تكون جيدة بما فيه الكفاية لتستحق هذا العناء
ولا تصدر لتكون استعراض سيركى لمفردات الكاتب وقدرة على عدم تكرار نفس الكلمة فى جملة واحدة
حتى وان اقتضى الامر فليأتى بالجديد اوالجيد او ليأتى بمفردات وخلاص
و لتصف كاتبها بضمير هادىء انه مبدع
تلك الكلمة التى يتأكد لدى شعور قوى انى لن اوصف بها _على الاقل اليوم _خاصة بعد كتابتى لهذه السطور

هناك 3 تعليقات:

Lobna Ahmed Nour يقول...

اولا ده مش كلام وخلاص

ثانيا : مبروك العملية نجحت

تم التثبيت والقص واخيرا الحفظ

حفظت هذه التدوينة في ملفات الابداع

لا تقلقي يا عزيزتي فقد الصقت بذاتك اليوم صفة ستظل تلازمك الى ما شاء الله وهي انك مبدعة بجدارة

كلام وخلاص يقول...

يونيك
اشكرك جدا على كلامك الجميل ومبسوطة ان كلامى عجبك
نورتينى

سابرينا يقول...

في الاول بس تبهرنا تلك الحساسية المفرطة وادركنا مالايدركه الاخرون فنحس بتميزنا(لاننا نري نالايراه المقربون حتي)ثم نبدا في النضوج ونحس انها ليست ميزة بل تكون أقرب الي وجع الدماغ لانك تملئ دماغك بتفاصيل الاخرين وتفاصيل أشياء ليست ملكك!
فتكتشف بعد ذلك انك خدعت وان 99% من الناس عاشوا طول عمرهملايرون ابعد من أنفهم وتتمني انك كنت مثلهم!