15‏/02‏/2010

mosaic


أسخف صفة في الأشياء أن تأخذ قيمتها من الغياب و الفقد
عندما رجعت للشمس و البحر بعد أيام من العزلة أبهجتني الألوان و الهواء
صرت أخف و لم اتبرم حتى من الغناء السيىء الذي يستهوي حمقى السائقين
لكن التفكير الحقيقي في اعتيادية ما أرى جعلنى أخاف من البهتان من أن تفقد رونقها
لذلك أخاف من كل ما هو لامع في الحياة....من الحب......من الصداقة
غير قوى و لا عقلاني....لكنه حقيقي بما فيه الكفاية ليختزل كل شيء
أنا حماسية أنفعالية....بنت اللحظة كما يقول أبي
لكنني الآن أفكر بجدية أيهما أصعب
أن أفقد رونق الأشياء؟ أم أفقد الأشياء ذاتها؟
أدبيا يبدو الرونق هاما
على الرونق يتغذى الأدب.....الرونق النسبي من شخص لأخر
أبدو سطحية عندما استمد رونقي من الجديد ؛ لكننى استنزف الأشياء حتى تفقد حداثتها في وقت أقصر.
مرحليا أحببت الأحمر.....استنزفت كل ملابسي الحمراء...اخرج بها كثيرا على اختلاف مزاجي
و أحوال البلد.....كأس افريقيا...الفلانتين....لم تهمنى كثيرا نظرات السخفاء و ابتساماتهم
لاشتراكي في المهازل القومية.....أنا مرحليا أحببت الأحمر
الآن مللته .....يستهوينى الأسود . ادخل المحلات افتش بدأب عن أسود يلائمنى
لا يجعلنى عجوزة أو حزينة......فقط يمتص الحرارة و يختزل جسدي
و هكذا مع الأماكن و الطعام
يمكنني أن اتوقف عن أكل الشيكولاتة أو أى كربوهيدرات مدة طويلة بلا أى رغبة في تذوقها
لكننى في المرة الواحدة لا يرضي لساني سوى الطعم الممتلىء
ارجع ذلك لارتفاع
threshold
متذوقات الطعم على لساني
عذر فيسيولوجي بلا اى أمانة علمية....مجرد تبرير أحمق
لعلها في النهاية متطلبات المرحلة....الآن أريد من البحر ألوانه
بعدها مثلا الذكرى .....أى ذكرى
عند التخمة سأستقل حلم السفر
سأله عن عمقه يوما
عن الراحلين و من ابتلعهم منهم
عن من ألهمهم
لعلنى في النهاية لست قطعة قماش ممتدة
أنا فقط قطع رخام متناثرة بلا أى اتساق متواصل ....
بعض الصمغ هنا و اللحام هنا
ربما اصنع من نفسى في النهاية
mosaic

هناك تعليقان (2):

محمود محمد حسن يقول...

اعشق هذه الخواطر ..

طعم الصدق باين فيها وواصلني الدفء فيها جدا ..


تحياتي

shicooo يقول...

مش عارف اقولك ايه
بس على قد ما فهمت
ده شئ طبيعى وخصوصاً فى السن ده

انت مش هتقدرى تعرفى مين اسماء لسة
هى اسماء الأحمر ولا الأسود ولا الأزرق

يمكن فى الآخر تطلع رمادى .....

ده طبيعى
احنا حتت بتتنحت على طول العمر وبس بنقدر نفهمنا فى الآخر
ده لو فهمنا اصلاً


شكراً