30‏/10‏/2009

بطعم التوت


قلبها ليس مسجدا؛ لكنه يخلع نعليه على بابه. يولي وجهه القبلة و يدعو.......

* * *

تعبق رائحتهم الآدمية المعطرة بالغرابة أنفه فينبح. كلبها الرابض على الباب يقف متصيدا الغرباء ليقوم بوظيفته الأم.
عندما فرضوا عليها الخروج اختل أداء الكلب؛ فصار عليه النباح لغريب يخرج لم يدخل قبلا و يحرسه دوما.
نفضت التراب عن حذائها الطبي . استغرب الدرج وقعها الأول فتعثرت.


* * *
للفحم المشتعل طعم شواء و فرح و جلسة ليلية لأب و أخوة متناثرين.
الكل يأكل الهريسة السادة و لها وحدها السوداني المملح و اليوسفي النصف أصفر.
لأجل غنيمتها تعد الماء بمقدار....تجربه بدون فحم....تصنع دوامات في القارورة الزجاجية
....تسعل....تضحك و تنفث دخانا وهميا. يطفو الأحمر على قطعتي الفحم إلى جوارها
ترصه و تأكل سوداني مدخن بنفس أبيها......


* * *


فوق التجمد بدرجات تبقى على حافة الأحتمال يقظة. تدفأها أصوات السيارات العابرة و يخذلها مرورهم السريع.
للشاحنة الضخمة مساحتها الفارغة أمام منزلهم. تنتظر المساحة الأمتلاء و يرهق الصغيرة الانتظار .
مجىء الشاحنة إضاءة للصحراء السوداء ما بين حجرتها و دورة المياة البعيدة.

منعتها العنزة العرجاء بعينيها الخلفيتين من العبور. تشاغلت عنها بمتابعة لعب صديقتها مع لغمها المنفجر.
يتراقصان أسفل شجرة التوت . نور القمر حدد ملامح الصديقة الملغمة بثنايا يكّفر عنها اللغم باللعب الحثيث يوميا
و بحبات التوت التي ينثرها من حولها.
ينفجر عاليا في السماء ليساقط عليها نجمات تنتظم فوق رأسها الأشعث.
يلصقها بريق النجمات بتراب حجرتها المثلج و تتشبث بضوء الشاحنة الذي لا يظهر.


* * *


في الصباح تنقلب الأرض محملة بالعنزة و الصديقة و شجرة التوت ؛ فيخلو الطريق لدورة المياة
و تسرع الصغيرة لأستخدامها قبلهم.


* * *

للجسد النابض تاريخ تحكيه ندباته الملتئمة .....ندبة 67 في ساق أبيها ؛
أما 73 فلم يرضي بأقل من جسده كاملا......ارتحلوا لعمار تقترب فيه دورات المياة من الحجرات .

* * *

بركة الماء الراكد في قلب العمار المزعوم تصنع موجا ساخطا لأقل تراب ينثر حولها .
لمرض شبكة الصرف أعراض ساخرة كأن تتشكل في نهر مموج ينبع من جنوب الشارع
يتفرع في نهايته شرقا و غربا يجتذب طحالب خضراء و يقيم المارون أسوارا حجرية بعرض الطريق.
يقفزون كل حسب أستراتيجيته المرحلية.

* * *

قبل الاحتراق بدرجات تبقى على حافة الاحتمال يقظة. تأججها أصوات العابرين و يخذلها ازدحامهم .
للأبنية المتلصقة فحيح تنافر متنازع. ينتظر الالتصاق هواء نقي يتخلله. يرهق الكبيرة عين أمامية متلصصة .
تتشاغل عنها بمتابعة صديقة قديمة و لغم مازال يكّفر عن ثنيات حفرها بوجهها و شجرة توت لم تجد لجذورها متسع.

هناك تعليق واحد:

حـــــدوتـــــة يقول...

السلام عليكم

كل عام وانتم الى الله اقرب

وعيد اضحى مبارك