26‏/11‏/2008

اقتحمته نظراتها بوقاحة. بدت كمن ينتظر أحد. أصدافها معدة داخل دوامات رملية حول عين مرسومة تشبه عينها المكحلة.لملمت ثوبها الواسع لتكشف عن الخلخال الفضة فوق كعبها. استفزته ب (كنت اعرف انك ستأتي ) التي بادرته بها. فكر : كيف يمكن لأحد أن يعرف مسبقا بحق السماء؟. شك أنه ربما سأل بصوت عال عندما ردت بهدوء ...الصدف يخبرني ....لم يهتم بالأمر. يؤمن بالتخاطر اللحظي خاصة لمن له جمال عينها. يستوعب معرفتها بالآن حتى ولو لم تدركها حواسها علانية فالوجود هو الفيصل في عرفه .

منذ نصبت خيمتها لم تنادي أحد. تداعب اصدافها ...تجول بها البحار وتخبر من يمر أمامها عن ماضيه .....فهذا توفيت زوجته وهذا قتلها. بعدها لم تخل منهم خيمتها . ليس للامس فهم يعرفوه؛ لكن للغد ....افترضوا أنها تعرفه.
قلبت صدفة وسألته عن الفتحة الواسعة بسقف بيته ......لما لم تغلقها؟.........شعر بارتياح لأن شيئا غاب عنها ؛حمّل نبرته الحكمة واخبرها :عندما تمطر لا استطيع العمل والماء ينهمر فوقي ........عقدت حاجبيها وقالت وعندما لا تمطر .......رد بتلقائية: حينها لا يوجد ماء لامنعه.

لم تفاجأها اجابته لا يختلف عن قومه كثيرا فقط يحاول أن يبدو أذكى ؛لكنه ضل الطريق .سايرته بخبرتها فهى تكره أن تخسر زبائنها . لستَ هنا لتسأل عن مستقبلك .....دعني أتأكد .........تزيد الدوامات حول الصدف وتصيح بحماس مفتعل .......انت هنا لتعرف ذاتك. انصت لها وهو يهز رأسه موافقة .
لمحت كيس النقود المنتفخ المتدلي من جيبه قدرت دون مساعدة الودع أن به الكثير. جمعت الأصداف في يديها ودارت حوله كأنها تباركه ....الصدف احبك ويريدني أن اخبرك الكثير. ساسمع طالما سيخبرني بالموجود الذي لا اراه ........سيخبرك بغدك.....يعبس بوجهها: كيف سيخبرني بما ليس هنا؟......تهمس في أذنه ...وما ادراك؟.

تجلس علي ركبتيها امامه. تمد من العين شعاع طويل يمر به إلى مالانهاية .ذاتك ياسيدي جزيرة وسط البحر كتلك العين....وكيف اصل اليها؟ .....انت هنا لتأتي هى إليك .مازلت اجهل كيف .......تجنب البحث عنها وتعاطى ايامك بافضل صورها وستأتي راضخة اسرع مما تتصور .لم يفهمها لكنه دفع الكثير ....عرف أنه سيعود ....فقد اعجبته العين.

هناك 3 تعليقات:

ahmed_k يقول...

المشهد رائع يا أسماء تصورته كأفلام الأبيض والأسود
فكأني أسمع ضجيج المواج وصوت إصطدام الأصداف بعضها ببعض ,
جميله قصتك وما تحمله من دلائل أن للعيون سحرا لا يمكن مقاومته فقد أفرغ سحر العيون كيس نقود أخونا الزائر دون أن يملك للأمر قرارا ........

وفينك مزرتنيش من زمان ليه ؟؟؟

كلام وخلاص يقول...

احمد ذكى الدين: اشكرك على رأيك وسعيدة باحساسك بالقصة وبكلاسيكية الابيض والاسود اللى شفتها بيها
بالنسبة لفينى موجودة وبازور البلوج واقرا موضوعاتك باستمرار بس احيانا مش بالاقى التعليق المناسب اعذرنا يعنى الدراسة وتوابعها
اصلا اى مدونة ليها طابع دينى بتبقى قيمة بذاتها وباحب اتابعها
نورتنى

سابرينا يقول...

جمييييييييييلة
love it!