Mutation

اهداء

إلى من قرأ _راعي بلا غنم _ ................وارهقته

اسباب الصغير للخوف من الليل تقليدية . فالليل يلتهم الشمس ويحيل ذهبها فحما ليس له ضى الذهب ولا دفئه.

في الليل يخرج له البرد لسانه ويرقص فرحا بين الثلوج المنهمرة .

يحبس الجميع بدورهم وينادي الذئب _صديقه_ ليتناول عشائه من نعاج والد الصغير.

في الليل تفقد اصابع والده صلاحيتها للعزف ويصمت الناي.

بعد الليل ..................لم يجد أمه _اخبروه_أ، الزائر الضخم دفنها في الوحل وسارت لباطن الأرض .

بعد الليل(مرة أخرى)......لم يجد ابيه_اخبروه_(نفس الرواة الذين يخبرون الجميع بالحواديت)

أن الملاك الرقيق رفعه للسماء وسار لكبدها قرب الشمس.

عندما كبر على صفة الصغير ؛ ادرك أن من تفر مع عشيقها تظل على سطح على الأرض والذي يموت هو من يسير لبطنها .

لم يطق أن تطأ قدماه تراب يخفي جثمان أبيه .فارتفع على اقرب تل قابله ؛ومعه ارثه : الناى ودفء الشمس والنعاج ووعود الأب .

لم يتعلم الراعي أى جديد .كل ما أراده لحياته أن تكون نهار طويل كالذي قضاه في صغره مع أبيه.

يستمع الابن لعزف ابيه تحت دفء الشمس وحولهم النعاج تصدق على الوعود .كأن تكون للابن محبوبة ويخاف الذئب نعاجهم.

بحبكة امريكية بحتة تنتقل روح الأب للناى ليلقن ابنه الدرس :

يجب أن يتعلم من اخطاء من سبقوه ........يبذل مجهود ليجد من يحبه بصدق................ومجهود اخر ليبقيهم بالجوار.

استعانت روح الاب باصابع الابن الرشيقة الذى لم يكن يوما عازفا وان كانت اصابعه هى من تحمل الناي .

عندما ملك الاختيار رفض ان يعيد معزوفة حبيبته المفضلة التي جاءه بها الناي لانها متعبة .

وعندما هزم الناس برد الليل بنيرانهم ليسمعوه اغمد النيران تحت شعار نور الشمس وحده يكفي وانتصر البرد ودعى صديقه الذئب .

فرغت حيل الناي لتقلين الراعي الدرس وصار الابن بعمر الاب .

ادرك الاب ان الارواح لا تلقن الدروس الا فى هوليوود .وان عليه ان يشهد موت ابنه ثم يموت مرة أخرى

فضّمن أخر ألحانه خلاصة تجاربه وعزفها بواقعية سمعها الجميع جنائزية مفزعة

فتفرقت النعاج

وانتهت صلاحية الاشياء للحياة وسكنت

حتى الثلوج تعلقت بالهواء ولم تكمل سقوطها لترقص مع البرد الذى صار عجوزا هو الاخر

واقترب التل من الارض ليرقد الراعى الوحيد الى جوار ابيه في هدوء