simulation

نقيض اللحظة
اعدت التيار فجأة عند دخولي الشقة..............
ساد الضوء. و احسست أنني ارى لاول مرة في هذا النور.
توقف العالم حولي كأنما شاخ بدون مقدمات في هذه اللحظة. خلال النور بدا كهلا عصبيا ضاق بشيخوخته.
حتى هواء الشقة الراكد استحال لاذعا يحرق انفي وهى تتنفس يخنق صدرى بدلا من أن يملئه.
شعرت على نحو مفاجىء أننى لم اقابل الحياة يوما. لم توافيني أبدا .
و غشانى يقين أنها تتجنبنى على نحو ما على الرغم من تمسكي الشديد بها .
شعرت بحاجة هائلة للبكاء المحرق وودت لو اجلس متجمدا ما استطيع .
دون أن يلاحظني أحد .لكننى اكتشفت المدى اللا نهائي من الأخطاء التى عراها الضوء .
راحت عينى تتعثر فى الرماد الذى اثارته الاشعة الناقبة.
تراكمت النظرات الموجوعة بداخلها ثم انبثقت في فضاء الروح تنهشها بقسوة .
أخذت نظراتي تضحك بسخرية وتتمادى . كأن لم يعد أمامها سوى الضحك .
يزداد احساسي بالخواء كلما ارتفع صوتها فلم يعد امامها روح لتحرقها.
انتبهت لما حولى راجيا رؤية الجدران وما بداخلها .
بدت كهياكل مشوشة بالرماد
لكن لحظة رجائي تحولت إلى سخط عندما ارهفت السمع_ واقفا فى اضاءة شقتي الصاخبة_ وسمعت قهقهات ساخرة
بين ذرات الرماد المثارة في كل مكان كمن ينفض ركام سنين.
رحت اميز مصدر الضحك المستفز بين محتويات الشقة كل قطعة بضحكة وكل خطأ بسخرية .
رجعت للباب افتش عن زر الاضاءة اطفأته .كان صدري يختنق كلما اوجست لمس الزر ثانية