17‏/09‏/2009

رحيل راتشيل




غريب ان تحتلك روح الأناقة لمجرد ملامسة ورقة مصقولة.......
الأمر يبدو كمخدر يشيعه فيك صفاؤها........
أما الخط بالأسود المنمق فهو يبرز بهاء الصفحة البيضاء إلى جواره....
اعانني تضادهما المتوافق على اختيار الفستان المناسب......
تتبعت منهجيتهم المشرقة و تحددت الليلة ببياض فستاني الحرير......
قالتها " راتشيل" و هي تؤمىء برأسها قليلا ليتحرك الريش الأسود بتناغم يلائم صيحة العام .

لو كنت دجاجة لتألمت بشدة من النظرة العلوية للمشهد,
رؤس النساء جميعها بريش منتوف وملون بقبعاتهن, لقطة بالغة القسوة لذوي الريش,
ولكنك ستشكر بعض واحدة متناثرة حيث رؤسهن الخالية .
تبدو الواحدة من القليلات كمصدر جذب للطاقات السلبية من الكل يُنظر إليهن شذرا ؛
كغرقى اجتماعيا يجب تجنبهم و اذلالهم بالنظرات؛ ليدركوا فحشهم المرتكب.
راتشيل تعي الدرس جيدا؛ تابع أمين للصيحة و ناغز قوي لتاركها .....
كيف يمكن ل "آنا" أن تظهر هكذا وسط المجتمع الراقي؟......أوه ..لقد رأيتها عند قدومها ....
تميل راتشيل بخفة على مضيفتها العجوز إلى جوارها ؛
وتخبرها أن "آنا" جاءت للحفلة في عربة مكشوفة يجرها حصان واحد فقط.... أتصدقين؟! وتتعجب .
و قبل أن تحدد العجوز رأيها تصديقا أو تكذيبا ؛ يعترض الحجاب الحاجز لراتشيل ؛
لا وقت للتعجب ولن ينتظر رأي العجوز؛ الآن ينقبض بقسوة ويرخي بسرعة
و المحصلة فواق ممطوط متواصل اخترق الأذن الخارجية للعجوز و سكنها؛
هز طبلة الأذن؛ استقر؛ و فزعت راتشيل.
جحظت العجوز؛ غطت أذنها؛ و هربت بها بعيدا عن فواق راتشيل الذي يزكيه الفزع اشتعالا.
جرت راتشيل ورائها لتعتذر. كتمت أنفاسها و معها ثقل لسانها؛
وكتمت الكلمات لفظت " آ...سف..هىء". ضحك الحضور ؛ تقلصت راتشيل لربع حجمها
و تتضخم فواقها ونبضاتها كدوي قنابل وشيكة الانفجار؛ غمغمت المضيفة بكلمات لم تتبينها راتشيل؛
و ارتعش الماء داخل الكأس بيدها؛ انزلق الماء برعشة امتدت لكتفها ؛ شعرت بركلة قوية في امعائها
فانحنت للعجوز و انصرفت.
في الصباح زارت مضيفتها بزهور و اعتذار ....تأففت العجوز من الزيارة الصباحية
و اخبرتها أن الأمر انتهى. كان سخيفا وانتهى ,
رحلت راتشيل من البلدة في عربة مكشوفة بحصان واحد و العديد من الريش فوق رأسه.

عن قصة موت موظف

هناك تعليق واحد:

حـــــدوتـــــة يقول...

السلام عليكم

تقبل الله طاعتك
وأتم بالعيد فرحتك
وأقر عينك بنصر أمتك

كل عام وانتم بخير