05‏/09‏/2011

لست ميتة بعد لكنني أريد


في المشهد الأخير كان وودي آلان يجري مرحا مع الموت ...أنه لا يفكر به كنهاية لكن كوسيلة مغايرة لتقليل نفقاتنا
النفقات هنا تخص أبي فأنا لا أملك عملا لكن النهاية تخصنى و أنا أريد أن انتهى
أعبر الطريق بحذر مخجل على جادة في الانتحار ....
عدت للمربع صفر.....
يناير 2011 شتاءا
ارتدي بلوزتي النبيتى بلوزة خفيفة على جو بارد لكننى كنت قد فقدت الشعور بالأشياء من حولي تطور الأمر سريعامن نتيجة 5 التي لم تتناسب و توقعاتي لعدم فوزى في كل مسابقات النشر لقلة علاقاتي بالناشرين و وسائلهم و ضياع ورشة لبنان
غربة مميتة وسط آخرين انساقوا بحماس للدفاع عنا _المسلمين_ أمام الآخر المقتول ليلة عيده _المسيحيين_ غير مدركين للفاعل الأساسي _ النظام_ كل البروفيلات امتلاءت صور للهلال من بعد هلال تونس جاء الهلال مع الصليب وأنا لم أتفاعل مع الأول بحماس و لم اقتنع بالثاني نهائيا ......
طوال سنوات و أنا ابنى من حولى الفقاعة التي تجعلنى أواصل .....
في مشروع مارا لتوه من أمام الكنيسة شعرت باختناق جاف من أجساد الأمن المركزي الهزيلة التي ملاءت المكان لأجساد رؤسائهم المنتفخة و هم يرتشفون الشاي جلوسا يفتشون المارة و ينظرون لبطاقاتهم الشخصية كنت بالداخل أتضائل في جسدي البارد الذي لم أعد أشعر به و روحي تنتفخ على وشك الانفجار
عدم اتزان أمتد حتى شارع موريتانيا و بأذني علاقات سريعة و سؤال عن الحقيقة .....
سبتمبر 2011 صيفا
ارتدي بلوزتي البني بلوزة ثقيلة على جو خانق لكنني مازلت فاقدة للشعور بالآشياء من حولي كأن الكون فرغ تماما من أى معنى أرى خلفية لا تريد أن تمتلىء بأى شيء لا بحب و لا بعمل لا بصداقة و لا بوجود أمي و أبي و لا بأي شىء
ببساطة اليوم أريد أن أكون ميتة.......
ليس هروبا لأننى أفعل فعلا كل ما يطلب منى أذهب للكلية أضع يدي على المرضي أكوى ملابسي صباحا أكل الزبادي بالفراولة و اشرب الشاي استمع لحمزة نمرة و اعرف أنه يكذب و أنه لا يتناسب و غضبي من العالم حتى أنني اضع ماسك تقشير البشرة و أنا اذاكر
أفعل كل هذا بآلية و لكنني لم أعد أريد روحي داخل جسدي بعد الآن
أنا أنتحل اليوم و أمثل أنني هنا لا أريد أن أمثل فقط أريد أن أموت كاصدق رغبة تمر بي حاليا تجعلني اتذكر بسعادة أن البالونات في صغري لم تكن أبدا بلون واحد و أنها كانت متداخلة ببهجة و اننى لو تركت نفسي لمشاهدة البحر لغرقت و أنا على الشاطىء
الموج ينسينى أننى لابد أن امشي أن أكمل الطريق لنفق سيدي بشر
فكرة أن ركوبي الأتوبيس هذه الليلة ربما تكون الأخيرة فكرة ممتعة جدا تجعلنى اركب بصدر رحب و لا أتأفف من المصيفيين السمجين
اعتق تماما و انا افكر أنها المرة الأخيرة التي أعلق فيها بزحمة خالد بن الوليد و أننى ساموت و لن اكون مضطرة لمناقشة رغبتى في الموت مع أى أحد أو أن أرى النظرة الغبية في العيون أننى أكرر نفسي و أعيد اسطوانة مشروخة لأنني ببساطة لن أكون متاحة للجدل
مازلت هنا أدون و السؤال الاهم عن استمرار بقائي لم أجب عليه بعد

هناك تعليق واحد:

هبة خميس يقول...

ساعات ادراكنا للمكوت بيدينا فرصة اننا نعيش الحياة بشكل افضل
:)
بس متقوليش كدة تاني يا سمسم
:*