09‏/09‏/2011

احتفالية القط و الفراغ


(1)

مساء التهشم

Madame, Mademoiselle, Monsieur… Bonsoir
أسعدتم مساءا

زياد في أذني لا يكف عن تحويل العالم لاحتفالية بهجة و سخرية . في هذه الأمسية كنت مفتتة تماما من الداخل. تراكمت حولي كل التفاصيل التي تجعل من العالم لجنة شفوي

Malignant

لا مفر منها . رأسي يدق بوجهي نقط حمراء و العرق يجري على جلدي لزج كل هذا و لم أغادر حجرتي بعد...

تحتل القطط المصعد المهجور أبي لا يصدق أنه دفع 2000 ج لتجد قطط الطريق مكانا للولادة و حضانة لصغارها لكن المصعد واحدا من أمور عم حلمي صاحب العمارة الغير منتهية تلك التي تركها و مات و أرى روحه أحيانا تحلق بالجوار لإنهاء أموره لكنها كثيرة جدا أكثر مما يسمح له بالرحيل ...

شببت حتى أرى الصغار واحدا بعيون زرقاء رد لي نظرة قوية لا أعلم متى تعلمها و لم يكمل في الدنيا أسبوع لكنه تجرأ سريعا ...أخافهم حتى وهم صغار فأصابتنى نظرته بقشعريرة أمتدت بجسدى المنهك تركتهم خلفي نحو شارع البحر و زياد يعزف فيلم أمريكى طويل طويل جدا

(2)

الأربعاء 26-1-2011

تغرق دوما في التفاصيل التافه كنت تريد محادثتى لكنك لم تعرف كيف .......قطعت الطرقة جيئة و ذهابا و أنا أتابعك و تصطدم عينى في كل مرة بالعبارة الملتصقة على الباب " السنتر يرحب بأعضاء الحزب الوطني "

أردت أن أخذ أشيائي منك فخرجت إليك

"انتي مش بتردي على الرسايل ليه ؟..."

حينها لم يكن الجيش قد نزل بعد و لا فرض حظر التجول لكن أميرة كانت تمارس علينا حظر تجول من نوع خاص ....تستنزف حياتها جلوسا أمام الكمبيوتر تتابع حيوات مفتعلة لذووي الشعور الناعمة و العيون الضيقة المسلسلات الكورية تجتذبها بعنف تجلس أمامها بالساعات و لا يمكن لأحد ارغامها على ترك المقعد لا أجد الوقت الكافي لأقرأ رسائل و لأرد عليها

"أوضة الكمبيوتر عليها حظر تجول ..."

أنت ضحكت و لم تعرف و لم أعرف أن البلد كلها كانت على وشك الدخول في حظر تجول مفروض لكن الأول الذي بببيتنا أكثر فاعلية و جدية بالنسبة لى .....أميرة حازمة في ظنى أكثر من الجيش ....لم أكن اقترب من الحجرة حتى لا تبدأ سينما الواقع أمي غارقة في المنتصف أفضلها متجاهلة لنا أكثر من محاولات اصلاح ذات البين أبي "اتقي شر الحليم إذا غضب" و المحصلة عرض أوبرالي لأصوات الجميع و صفر كبير: دمي محروق أميرة ملتصقة على الكرسي أمي بعيون منتفخة و أبي حليم غاضب و الرسائل غير مقروءة .....اعدت لي ديوان الشعر و وجهة النظر أعدتهما كما هما دون أن يعلق بهم شيء منك كأنهم لم يكونوا لديك يوما و كأنك لم تكن هنا لتأخذهم و ذلك كان الأنطباع الأساسي الذي تمنحه للجميع أنك لا تؤثر و لا تتاثر بالبيئة من بعيد تبدو فعالا أكثر و في الزووم إن تضيع فعاليتك في حقيقتك الهشة ليحل محلها فراغا حدق بي بذات النظرة القوية لقط عمره أسبوع

(3)

علاقتي بك / الفراغ و بالقط تطورت سريعا و بشكل دراماتيكي لا يخلو من إثارة و ارتياح ....

القوة التي نظر بها الصغير إلي مصدرها الدنيا بذاتها التي لم تصبر بدورها عليه فاصابته في ساقه لم نعرف من هاجمه او كيف لكن الصغار تفرقوا و تركوه بساق شبه مقطوعة يجرها خلفه لا تعود لمكانها و لا تنفصل....أمه تمسح رأسها في حذاء أبي ....قبل الصلاة اسمعه في المطبخ يعد لهم الطعام بنفس الحماس الذي كان يعد به طعامنا و نحن صغار ...لبن ...سمك ...لانشون و يأخده و ينزل

يرقد في المصعد يرفع رأسه تحية لي و يكمل النوم يبدو متنمرا لو رأني مع أبي لكن عليه الاحتمال أنه أبي أنا و ليس أبيه

لم انظر لساقه ....أمي تسألنى

"تعرفي تعمليله حاجه...."

" إذا كت مش عارفه اساعد البني آدميين و هما حته واحده على بعضها حاعمل ايه لقط رجله مقطوعه..."

مازلت لا احبه لكنني لم اعد أخافه

(4)

أول مرة رأيتك فيها بعد ذلك كنت تهتف بسقوط أحدهم و تساند أخر ....ذات القاعة التي أزالوا منها ملصق الحزب الوطنى وضعوا " الثائر الحق الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبنى الأمجاد" كنت تنظر إلى و ترتد سريعا و أنا ألاحظ كليهما و اتجاهل كليهما ....الفراغ عم صورتك تماما لم تعد كوفيتك الشتوية تبعث على الدفأ و ازدواجيتك الفجة تقصيك بعيدا عن منطقة الآمان بدوت غريبا و أنت تدعى اللعب البارد و تحترق من داخلك لأنك لا تلعب بكامل طاقتك الجميع يظن أن لديك كل شيء و انت تقول أن لا شىء لديك لتخسره و انا رأيتك لاشىء متضخم كطفل كبير ينتحب و لا يتوقف عن احتراف الكآبه و تصنعها ...

(5)

كنت في كل مكان يحتمل أن أذهب إليه نموذج على العالم من حولي بوستر مشوق لفيلم سخيف تندم على ثمن تذكرته أو الوقت الضائع في تحميله ...لكننى لم اندم و بكامل قواي السينتمنتالية اعترف أننى سعيدة لشرائي تذكرة السينما لرؤيتك كما أنت لا كما يصورك لي عقلي كأنني اكسر صنم جاف من أصنام جاهلية الذين اعرفهم النموذج الملمع للعشيرينى حسن المظهر ذو المستقبل الذي يظنوه مضمون لأعرف كم الفراغ الذي يملأك نقطة نور في تصوراتي المظلمة عن الحياة ....لأُسقط من حساباتي أزواج العيون التي تشبهك و تلاحقني فيخف التوتر و أسير أسرع ....

(6)

فتحت باب المصعد لألقى نظرة أخيره على شكلى قبل أن اترك العمارة فلم اجد القط نائما في أرضيته و وليمته التي أعدها له جيراننا كما هى قطع :خبز و دجاج و لبن . خرجت ابحث عنه وجدته نائما بجوار بوستر إليسا أمام محل الكاسيت ....اقتربت منه و لم أجرؤ على لمسه طرقعت أصابعي حتى يتبعنى و فعل جلس داخل المصعد يشرب لبنه و في المرآة خلفه امتلأت صورتي بقط صغير لا أحبه و لا أخافه و ابحث عنه إذا غاب ....

ليست هناك تعليقات: